٣١

 وقوله جل وعز { فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن } آية   

 يقال كيف سمى هذا مكرا فالجواب فيه أنها أطلعتهن واستكتمتهن فأفشين سرها فسمي ذلك مكرا

 وقوله جل وعز { وأعتدت لهن متكأ } آية   

 روى سفيان عن منصور عن مجاهد قال المتكأ مثقلا

الطعام والمتك مخففة الأترج

 وروى إسماعيل بن إبراهيم عن أبي رجاء عن الحسن قال المتكأ الطعام

 وروى معمر عن قتادة قال المتكأ الطعام

 وقيل المتكأ كل ما اتكىء عليه عند الطعام أو شراب أو حديث وهذا هو المعروف عند أهل اللغة إلا أن الروايات قد صحت بذلك

 وحكى القتبي أنه يقال اتكأنا عن فلان أي أكلنا

 وقد قيل إن المتك الزماورد وقيل يقال بتكه إذا قطعه وشقه فكأن الميم بدل من الباء كما يقال لازم ولا زب في نظائر له كثيرة

 وقوله جل وعز { فلما رأينه أكبرنه } آية

 روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال أعظمنه

 قال أبو جعفر وهذا هو الصحيح ومن قال حضن فقد جاء بما لايعرف وحضن لا يتعدى

 والمعنى هالهن فأعظمنه

 ثم قال جل وعز { وقطعن أيديهن } آية   

 روى ابن ابي نجيح عن مجاهد قال حزا بالسكين

 يريد مجاهد أنه ليس قطعا تبين منه اليد إنما هو خدش وحز وذلك معروف أن يقال إذا خدش الانسان يد صاحبه قد قطع يده

 ثم قال جل وعز { وقلن حاش للّه } آية   

 قال مجاهد أي معاذ اللّه

 والذي قال حسن واصله من قولك فلان في حشا فلان أي في ناحيتا فإذا قلت حاشا لزيد فمعناه تنحية لزيد

 { حاش للّه } أي نحى اللّه هذا من هذا

 ثم قال جل وعز { ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم } آية   

 وقرىء ما هذا بشرى أي بمشترى

 والأول أشبه لأن بعده إن هذا إلا ملك كريم ولأن مثل بشرى يكتب في الصحف بالياء

﴿ ٣١