٣٦وقوله جل وعز { ودخل معه السجن فتيان } آية يجوز أن يكونا شابين وأن يكون شيخين والعرب تستعمل هذا ثم قال جل ذكره { قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا } آية في هذا أقوال منها أن الخمر ها هنا العنب ومنها أن المعنى عنب خمر ومنها أن يكون مثل قولك أن أعصر زيتا أي أعصر ما يؤول أمره إلى الزيت كما قال الحمد للّه العلي المنان صار الثريد في رؤوس العيدان وإنما يعني السنبل فسماه ثريدا لأن الثريد منه وهذا قول حسن والأول أبينها وأهل التفسير علي حدثنا أحمد بن شعيب قال أخبرني أحمد بن سعيد قال وهب بن جرير عن أبيه عن علي بن الحكم عن الضحاك وقوله { إني أراني أعصر خمرا } قال فالخمر العنب وإنما يسمي أهل عمان العنب الخمر ثم قال تبارك وتعالى { وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين } آية في هذا قولان أحدهما إنا نراك تحسن تأويل الرؤيا والقول الاخر يروى عن الضحاك أنه كان يعين المظلوم ويعود المريض وينصر الضعيف ويوسع للرجال فحاد عن جوابهما إلى غير ما سألاه عنه فقال لا يأتيكما وفي هذا قولان أحدهما أن ابن جريج قال لم يرد أن يعبر لهما الرؤيا فحاد عن مسلئتهما فلم يتركاه حتى عبرها وقال غيره اراد ان يعلمهما انه نبي وأنه يعلمها بالغيب فقال { لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما } ويروى أن الملك كان إذا أراد قتل إنسان وجه إليه بطعام بعينه لا يتجاوزه ثم أعلمهما أن ذلك العلم من عند اللّه لا بكهانة ولا تنجيم فقال { ذلكما مما علمني ربي } |
﴿ ٣٦ ﴾