٦٧

 وقوله جل وعز { والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا } آية 

 قال سفيان { لم يسرفوا } لم ينفقوا في غير حق

 { ولم يقتروا } لم يمسكوا عن حق

 وأحسن ما قيل ما حدثنا أبو علي الحسن بن غليب قال حدثني عمران بن أبي عمران قال حدثنا خلاد بن سليمان الحضرمي قال حدثني عمرو بن لبيد عن أبي عبدالرحمن الحبلي في قوله جل وعز { والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما } قال

 من أنفق في غير طاعة اللّه عز وجل فهو الإسراف

 ومن أمسك عن طاعة اللّه عز وجل فهو الإقتار

 ومن أنفق في طاعة اللّه عز وجل فهو القوام

 { وكان بين ذلك قواما } أي عدلا

 قال أحمد بن يحيى يقال هذا قوام الأمر وملاكه

 وقال بعض أهل اللغة هذا غلط وإنما يقال هذا قوام الأمر واحتج بقوله تعالى { وكان بين ذلك قواما }

 قال أبو جعفر والصواب ما قال أحمد بن يحيى والمعنيان مختلفان فالقوام بالفتح الاستقامة والعدل كما قال لبيد

  واحب المجامل بالجزيل وصرمه  باق إذا ضلعت وزاغ قوامها

 والقوام بالكسر ما يدوم عليه الأمر ويستقر

﴿ ٦٧