سورة صمكية وآياتها آية بسم اللّه الرحمن الرحيم سورة ص وهي مكية ١من ذلك قوله جل وعز { ص } بإسكان الدال لأنها من حروف التهجي وتقرأ صاد والأجود عند سيبويه فيها الإسكان ولا تعرب لأن حكمها الوقوف عليها فهي مثل حروف الهجاء { الم } و { المر } و { ص } إذا جعلته اسما للسورة لم ينصرف قال مجاهد هو فاتحة السورة وقال قتادة هو اسم من أسماء الرحمن وقال محمد بن كعب هو مفتاح اسماء اللّه تعالى صمد وصادق الوعد وروي أن الضحاك قال صاد صدق اللّه وقراءة الحسن{ صاد } بكسر الدال معناها صاد القرآن بعملك يقال صاديته أي قابلته وهذا مشهور عند أهل اللغة ويجوز أن يكون كسر لالتقاء الساكنين والفتح من ثلاث جهات أ قيل منها أن يكون قسما اللّه لأفعلن ب ومنها أن يكون بمعنى اتل صاد والقرآن ج ومنها ان يكون فتح لالتقاء الساكنين والقراءة بكسر الدال والتنوين لحن عند أكثر النحويين وإن كان ابن أبي إسحاق من كبراء النحويين إلا ان بعض النحويين قد أجازها على أن تخفض على القسم أجاز ذلك سيبويه وقوله جل وعز { والقرآن ذي الذكر } آية روى سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد ومسعر عن ابي حصين في قول اللّه جل وعز { والقرآن ذي الذكر } أي ذي الشرف وهذا مثل قوله جل وعز { وإنه لذكر لك ولقومك } وقيل معنى { ذي الذكر } فيه ذكر الأمم وغيرهم فاما جواب القسم فقيل إنه في قوله { إن ذلك لحق تخاصم أهل النار } وهذا بعيد جدا لأنه قد اعترضت أقاصيص وأخبار وقيل الجواب وقوله تعالى { كم أهلكنا من قبلهم من قرن } والمعنى لكم أهلكنا وحذفت اللام كما قال تعالى { قد أفلح من زكاها } وهو مذهب الفراء وقيل الجواب { إن كل إلا كذب الرسل } وقيل الجواب محذوف أي ما الأمر كما يقول هؤلاء الكفار ٢ودل على هذا قوله تعالى { بل الذين كفروا في عزة وشقاق } وهو مذهب قتادة وهو أولى الأقوال لأن بل قد حلت محل الجواب فاستغنى بها عنه ثم خبر اللّه جل وعز بعنادهم وانحرافهم عن الحق فقال { بل الذين كفروا في عزة وشقاق } آية أي خلاف ٣ثم قال جل وعز { كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولات حين مناص } آية و { كم } للتكثير في كلام العرب ثم قال جل وعز { فنادوا } أي بالتوبة والاستغاثة { ولات حين مناص } آية روى أبو إسحاق عن التميمي عن ابن عباس { ولات حين مناص } قال ليس حين نزو ولا فرار وقال عكرمة ليس حين انقلاب وقال قتادة نادوا حين لاحين نداء قال أبو جعفر هذه الأقوال متقاربة أي ليس حين نداء منجي والمعنى ليس حين فوت واصله من ناص ينوص إذا تأخر و باص يبوص تقدم كما قال الشاعر أفمن ذكر ليلى إذ نأتك تنوص فتقصر عنه تارة وتبوص ٥وقوله جل وعز { إن هذا لشيء عجاب } آية عجاب وعجيب بمعنى واحد كما تقول طويل وطوال وكذلك { عجاب } قرأ به أبو عبد الرحمن ٦ثم قال جل وعز { وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم } آية روى سفيان عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد { وانطلق الملأ منهم } قال هو وعقبة بن أبي معيط { أن امشوا } أن تفسير ويجوز أن يكون معناه بأن امشوا واصبروا على آلهتكم فخبر اللّه جل وعز بإقامتهم على الكفر ٧وقوله جل وعز { ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق } آية روى إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد وعلي بن أبي طلحة عن ابن عباس قالا { في الملة الآخرة } في النصرانية وقال محمد بن كعب يعنون ملة عيسى صلى اللّه عليه وسلم وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد { في الملة الآخرة } قال ملة قريش وقال قتادة { في الملة الآخرة } أي ملتنا التي نحن عليها ٩وقوله جل وعز { أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب } آية قال أبو جعفر هذه الاية مشكلة لذكره هذا بعدما تقدم وفيها قولان أحدهما أنها متصلة بقوله { وعجبوا أن جاءهم منذر منهم } أي إن اللّه جل وعز له خزائن السموات و الأرض وملكهما فيرسل من يشاء والقول الاخر أنه لما ذكر عنادهم وكفرهم وصبرهم على آلهتهم كان المعنى ام عندهم خزائن رحمة ربك فيحظروها على من يريدون أم لهم ملك السموات والأرض وما بينهما فقررهم بهذا ١٠ثم قال جل وعز { أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب } آية أي إن كانوا صادقين فليرتقوا في أبواب السموات قال مجاهد وقتادة { الأسباب } أبواب السموات وقال زهير ولو نال أسباب السماء بسلم وقيل { الأسباب } الجبال أي فليرتقوا في السماء حتى يأتوا بآية وحكى أهل اللغة أنه يقال للدين الفاضل ارتقى أسباب السموات كما يقال قد بلغ السماء على التمثيل ١١ثم قال جل وعز { جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب } آية أي هم جند لهؤلاء الآلهة { مهزوم } أي مقموع ذليل أي قد انقطعت حجتهم لأنهم لا يصلون إلى أن يقولوا هذا لنا ويقال تهزمت القرية إذا انكسرت وهزمت الجيش كسر ثم قال { من الأحزاب } قال مجاهد أي من الأمم الخالية قال أبو جعفر والمعنى أنهم حزب من الأحزاب الذين تحزبوا علىانبيائهم ١٢وقوله جل وعز { كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد } آية روى سعيد عن قتادة وقوله تعالى { وفرعون ذو الأوتاد } قال كانت له أوتاد وارسان وملاعب يلعب بها بين يديه قال أبو جعفر وقيل كان يجعل الإنسان بين أربعة أوت ثم يقتله وقال الضحاك { ذو الأوتاد } ذو البناء المحكم كما قال في ظل ملك ثابت الأوتاد ١٣ثم قال جل وعز { وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب } آية قال قتادة كان أصحاب الأيكة أصحاب شجر أكثره من الدوم ١٥وقوله جل وعز { وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق } آية قال مجاهد { ما لها من فواق } أي من رجوع وقال قتادة أي ما لها من مثنوية وأبو عبيدة يذهب إلى أن معنى { من فواق } بفتح الفاء من راحة { من فواق } بضم الفاء من انتظار وقال غيره هما لغتان بمعنى وقال السدي مالهم بعدها إفاقة ولا رجوع إلى الدنيا قال أبو جعفر أصل هذا من قولهم فواق الناقة وهو ما بين الحلبتين المعنى أنها لا تلبثهم حتى يموتوا ولا يحتاج فيها إلى رجوع وافاق من مرضه رجع إلى الصحة والراحة وإلى هذا ذهب أبو عبيدة في قوله مالها من راحة ١٦وقوله جل وعز { وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب } آية قال سعيد بن جبير { قطنا } أي نصيبنا من الجنة وقال الحسن أي عقوبتنا وقال مجاهد أي عذابنا وقال قتادة أي نصيبنا من العذاب وقال عطاء الخراساني أي قضاءنا أي حسابنا قال أبو جعفر أصل هذا من قولهم قططت الشيء أي قطعته فالمعنى عجل لنا نصيبنا أي ما قطع لنا ويجوز أن يكون المعنى عجل لنا ما يكفينا من قولهم قطني من هذا أي يكفيني ويروى أنهم قالوا هذا لما انزل اللّه جل وعز { وأما من أوتي كتابه وراء ظهره } استهزاء وهذا كما قال يعطي القطوط ويأفق يعني الكتب بالجوائز ١٧ويدل على هذا قوله تعالى { اصبر على ما يقولون } آية ثم قال جل وعز { واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب } آية قال سعيد بن جبير ومجاهد وقتادة أي ذا القوة في طاعة اللّه جل وعز قال أبو جعفر الأيد والآد في اللغة القوة وأيده قواه فانآد كما قال لم يك يناد فأمسى انآدا ثم قال تعالى { إنه أواب } قال مجاهد أي راجع عن الذنوب وقال قتادة أي مطيع قال أبو جعفر يقال آب يؤوبف هو آيب إذا رجع وأواب على التكثير ١٨ثم قال جل وعز { إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق } آية إشراق الشمس ضوءها وصفاؤها ١٩ثم قال جل وعز { والطير محشورة كل له أواب } آية يجوز أن يكون المعنى كل للّه جل وعز أواب عن داود والجبال والطير ويجوز أن يكون المعنى في { كل } للجبال والطير أي ترجع مع داود التسبيح ٢٠ثم قال جل وعز { وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب } آية قال مجاهد لم يكن في الأرض سلطان أعز من سلطانه قال السدي كان يحرسه في كل ليلة أربعة آلاف وقيل { وشددنا ملكه } بأن الوحي كان ياتيه وهذا عن ابن عباس وقد روى عكرمة عن ابن عباس أن رجلين اختصما إلى داود ففال المستعدي إن هذا اغتصبني بقرا فجحده الآخر فأوحى اللّه إلى داود أن يقتلا الذي استعدى عليه فأرسل داود إلى الرجل إن اللّه قد أوحى إلي أن أقتلك فقال الرجل أتقتلني بغير بينة فقال لايرد أمر اللّه فيك فلما عرف الرجل أنه قاتله قال واللّه ما أخذت بهذا الذنب ولكن كنت اغتلت والد هذا فقتلته فأمو به داود فقتل فاشتدت هيبة بني إسرائيل عند ذلك له وهو قول اللّه عز وجل { وشددنا ملكه } ثم قال جل وعز { وآتيناه الحكمة } آية قال أبو العالية أي المعرفة بكتاب اللّه جل وعز و قال السدي النبوة وقال مجاهد هو عدله ثم قال جل وعز { وفصل الخطاب } آية قال الحسن أي الفهم في القضاء وقال ابو عبد الرحمن وقتادة أي وفصل القضاء وقال شريح والشعبي وكعب الشهود والأيمان وكذلك روى الحكم عن مجاهد وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال ما قال أنفذ وقال الشعبي { وفصل الخطاب } أما بعد قال أبو جعفر الخطاب في اللغة والمخاطبة واحد فالمعنى على حقيقة اللغة أنه يفصل أي يقطع المخاطبة واحد بالحكم الذي آتاه اللّه إياه ويقطع ايضا فصلها في الشهود والأيمان وقيل { وفصل الخطاب } البيان الفاصل بين الحق والباطل ٢١وقوله جل وعز { وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب } آية تسوروا أي علو والمحراب كل مكان مرتفع وقيل محراب للذي يصلى إليه على التمثيل أي هو أرفع موضع في المسجد وخصم يقع للواحد والاثنين والجميع بلفظ واحد على معنى ذو خصم ولااختلاف بين أهل التفسير انه يراد به ههنا ملكان ٢٢وقوله جل وعز { إذ دخلوا على داود ففزع منهم } آية قيل دخلا عليه ليلا في غير وقت الخصومة فلذلك قال { ففزع منهم } وقيل فزع منهما لدخول هما من غير الباب الذي كان منه المدخل وقوله جل وعز { قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض } آية على جهة المسألة كما تقول رجل يقول لامرأته كذا ما يجب عليه ثم قال جل وعز { فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط } آية { فاحكم بيننا بالحق } أي بالعدل { ولا تشطط } أي ولا تجر يقال أشط يشط إذا جار وشط يشط إذا بعد وقد قرى { ولا تشطط } أي لا تبعد في الحكم كما قال الشاعر شطت مزار العاشقين فأصبحت عسرا علي طلابها ابنة مخرم { واهدنا إلى سواء الصراط } أي إلى قصد السبيل وقال تعالى { اهدنا الصراط المستقيم } بغير إلى والعرب تحذف حرف الخفض مما يتعدى إلى مفعولين كما قال الشاعر ومنا الذي اختير الرجال سماحة وبرا إذا هب الرياح الزعازع وقيل معنى { اهدنا الصراط } أعلمنا الصراط ومعنى { واهدنا إلى سواء الصراط } ارشدنا إلى الصراط ٢٣ثم قال عز وجل { إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة } آية قال وهب { إن هذا أخي } أي على ديني { له تسع وتسعون نعجة } والعرب تكني عن المرأة بالنعجة والشاة كما قال الشاعر فرميت غفلة عينه عن شاته فاصبت حبة قلبها وطحالها وفي قراءة ابن مسعود{ إن هذا أخي كان له تسع وتسعون نعجة أنثى } وكان ههنا مثل قوله { وكان اللّه غفورا رحيما } فاما قوله أنثى فقيل هو على جهة التوكيد وقيل لما كان يقال هذه مائة نعجة وإن كان فيها من الذكور شيء يسير جاز أن يقال أنثى ليعلم انه لاذكر فيها ثم قال جل وعز { ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها } آية قد جاءت أخبار وقصص في أمر داود صلى اللّه عليه وسلم وأوريا وأكثرها لايصح ولايتصل إسناده و لا ينبغي ان يجترأ على مثلها إلا بعد المعرفة بصحتها وأصح ما روي في ذلك ما رواه مسروق عن عبداللّه بن مسعود قال مازاد داود صلى اللّه عليه وسلم على ان قال { أكفلنيها } أي انزل لي عنها وروى المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال مازاد داود على أن قال { أكفلنيها } أي تحول لي عنها وضمها إلي قال أبو جعفر فهذا أجل ما روي في هذا والمعنى عليه أن داود عليه السلام سأل أو ريا أن يطلق له امرأته كما يسال الرجل الرجل ان يبيعه جاريته فنبهه اللّه جل وعز على ذلك وعاتبه لما كان نبيا وكان له تسع وتسعون أنكر عليه أن يتشاغل بالدنيا وبالتزيد منها فأما غير هذا فلا ينبغي الاجتراء عليه ومعنى { أكفلنيها } إنزل لي عنها واجعلني كافلها قال الضحاك { وعزني في الخطاب } أي قهرني وفي قراءة عبداللّه{ وعازني } قال ابو جعفر يقال عازه أي غالبه وعزه أي غلبه قال الحسن أي قهره في المحاورة قال أبو جعفر ومنه قولهم من عز بز ومنه قول زهير فعزته يداه وكاهله ٢٤ثم قال جل وعز { قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه } آية المعنى بسؤاله نعجتك كما قال تعالى { لا يسأم الإنسان من دعاء الخير } ومعنى { إلى نعاجه } أي مضمومة إلى نعاجه { وإن كثيرا من الخلطاء } أي الشركاء والخليط الشريك ثم قال جل وعز { وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب } آية أي ايقن وقرأ قتادة { أنما فتناه } بتخفيف النون يعني الملكين وقال معناه صمدا له { فاستغفر ربه وخر راكعا } قال أبو الأحوص والحسن خر ساجدا وقال مجاهد سجد أربعين يوما من قبل أن يسأل ربه شيئا قال سفيان يروى انها قام أربعين يوما لا يرفع رأسه إلا لصلاة أو حاجة لابد منها قال قتادة { وأناب } أي تاب ٢٥وقوله جل وعز { فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب } آية قال الضحاك { لزلفى } أي منزلة رفيعة قال أبو جعفر الزلفى في اللغة القربة ومنه قوله تعالى { وأزلف ثم الآخرين } ومنه قوله مر الليالي زلفا فزلفا سماوة الهلال حتى احقوقفا أي ساعة تقرب من أخرى ثم قال { وحسن مآب } قال الضحاك أي وحسن مرجع ٢٦ثم قال جل وعز { يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض } آية يقال إنه من هذا جاز ان يقال خلفاء وقوله جل وعز { إن الذين يضلون عن سبيل اللّه لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب } آية { بما نسوا يوم الحساب } أي تركوا العمل له وكانوا ناسين له هذا مذهب السدي وقال عكرمة هذا من التقديم والتأخير أي لهم يوم الحساب عذاب شديد { بما نسوا } أي بما تركوا أمر اللّه عز وجل والقضاء بالعدل ٢٧ثم قال جل وعز { وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا } آية أي لما قالوا إنه لاحساب ولا جنة و لا نار قيل لهم هذا ثم قال جل وعز { فويل للذين كفروا من النار } آية فأخبر أنه يعذبهم على ذلك ٢٩وقوله جل وعز { كتاب أنزلناه إليك مبارك } آية على إضمار هذ ا ثم قال تعالى { ليدبروا آياته } أي ليفكروا في عواقب مايكون منه { وليتذكر أولوا الألباب } أي العقول ٣٠وقوله جل وعز { ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب } آية فيه سبعة أقوال أ قال ابن المسيب { أواب } الذي يذ ثم يت ثم يذ ثم يتوب ب وقال سعيد بن جبير { أواب } المسبح ج وقال قتادة المطيع د وقال عبيد بن عمير الذي يذكر ذنبه في الخلاء فيستغفر منه هو وقيل الراحم و وقيل التائب ز وقال أهل اللغة الرجاع الذي يرجع إلى التوبة ٣١وقوله جل وعز { إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد } آية قال مجاهد { الصافنات } من الخيل التي ترفع إحدى يديها وتقف على ثلاث وقال الفراء الصافن القائم وهذا المعروف في كلام العرب قال مجاهد الجياد السراع ٣٢وقوله جل وعز { فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي } آية قال الفراء الخير في كلام العرب والخيل واحد قال أبو جعفر في الحديث الشريف الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة فكأنها سميت خيرا لهذا وفي الحديث لما وفد زيد الخيل على النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال له لن تزيد الخير وهو زيد بن مهلهل الشاعر قال الفراء المعنى إني آثرت حب الخير قال ابو جعفر أحسن ما قيل في هذا ان المعنى إني أحببت حب الخير حبا فالهاني عن ذكر ربي قال قتادة عن صلاة العصر ثم قال جل وعز { حتى توارت بالحجاب } { آية } في معناه قولان أحدهما أن المعنى حتى توارث الشمس وانه قد عرف معنى الضمير كما قال على مثلها أمضي إذا قال صاحبي الا ليتني افديك منها وأفتدي أي منها يعني من الفلاة ولم يجر لها ذكر قال أبو إسحاق لما قال { بالعشي } كان المعنى بعد زوال الشمس فجيء بالضمير على هذا وروى أبو اسحاق عن الحارث عن علي رضي اللّه عنه قال الصلاة التي فرط فيها سليمان صلاة العصر وقيل حتى توارت بالحجاب يعني الخيل وروى سعيد بن مسروق عن عكرمة قال كانت الخيل التي شغل بها سليمان عشرين ألف فرس فقطعها ٣٣وقوله جل وعز { ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق } آية قال الحسن في قوله تعالى { فطفق مسحا بالسوق والأعناق } فقطع أسوقها وأعناقها فأبدله اللّه جل وعز مكانها خيرا منها و قيل معنى { فطفق مسحا } اقبل يمسحها بيده من غير قتل كما روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال يقول جعل يمسح أعراف الخيل وعراقيبها حبا لها ومن قال قتلها فذلك على أنه ذكاة أو أنه أبيح ذلك كما روي عن عبد اللّه بن عمر أنه أعجبه غلام فأعتقه ٣٤وقوله جل وعز { ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جس ثم أناب } آية قد رويت في ذلك أخبار أ منها أن شيطانا غلب على ملكه أياما ب ومنها أن الشياطين قتلت ابنه خوفا من أن يملكهم بعده والقته على كرسيه واللّه اعلم بما كان من ذلك والكلام يوجب انه أزيل ملكه فجلس آخر على كرسيه ٣٥وقوله جل وعز { قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي } آية أي اعطني فضيلة ومنزلة كما قال إبراهيم { رب أرني كيف تحيي الموتى } ٣٦وقوله جل وعز { فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب } آية قال قتادة الرخاء اللينة قال الحسن الرخاء ليست بعاصفة ولا هينة بين ذلك وروى علي بن ابي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى { رخاء حيث أصاب } قال مطيعة حيث أراد حكى الأصمعي أصاب الصواب فأخطأ الجواب أي أراد الصواب وحقيقته في اللغة أنه بمعنى قصد من قولهم أصبت أي قصدت فلم تخطىء ٣٧ثم قال جل وعز { والشياطين كل بناء وغواص } آية أي من يبني له المحاريب والتماثيل ومن يغوص في البحر فيخرج الحلية ٣٨وقوله جل وعز { وآخرين مقرنين في الأصفاد } آية قال قتادة أي في الأغلال قال أبو جعفر يقال صفدت الرجل إذا شددته وأصفدته أعطيته ٣٩ثم قال جل وعز { هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب } آية قال الحسن والضحاك { هذا عطاؤنا } الملك فأعط وامنع وقال قتادة هؤلاء الشياطين فاحبس من شئت وسرح من شئت وعن ابن عباس كان له ثلاثمائة امرأة وتسعمائة سرية هذا عطاؤنا قال أبو جعفر وأولاها الأول لأن الأول مشتمل على كل ما أعطي وهو عقيب تلك الأشياء وروى سفيان عن ابيه عن عكرمة عن ابن عباس { فامنن } أي أعط { أو أمسك بغير حساب } أي أمسك فليس عليك حساب وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد { بغير حساب } أي بغير حرج وقال الحسن ليس أحد ينعم عليه بنعمة إلا وهو يحاسب عليها إلا سليم ثم قرأ { هذا عطاؤنا } أي بغير نقتير ويجوز أن يكون بمعنى لا يحاسب عليه ٤٠ثم قال جل وعز { وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب } آية قال قتادة أي حسن مصير ٤١ثم قال جل وعز { واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب } آية ويروى عن الحسن والجحدري وأبي جعفر { بنصب } بفتح النون والصاد وهما عند أكثر أهل اللغة بمعنى واحد كما يقال حزن وحزن إلا أن القتبي حكى أن أبا عبيدة قال النصب الشر والنصب الإعياء قال أبو جعفر يقال أنصبه ينصبه إذا عذبه وآذاه ومنه كليني لهم يا أميمة ناصب قال أبو جعفر وأحسن ما قيل في معنى { أني مسني الشيطان بنصب وعذاب } ما رواه يوسف بن مهر ان عن ابن عباس قال لما أصاب أيوب صلى اللّه عليه وسلم البلاء أخذ إبليس تابوتا وقعد على الطريق يداوي الناس فجاءته امرأة أيوب فقالت أتداوي رجلا به علة كذا وكذا فقال نعم بشرط واحد على أني إذا شفيته قال لي أنت شفيتني لا أريد منه أجرا غير هذا فجاءت امرأة أيوب إلى ايوب فأخبرته فقال لها ذاك الشيطان واللّه لئن برأت لأضربنك مائة فلما برأ أخذ شمراخا فيه مائة فضربها به ضربة قال أبو جعفر فمعنى النصب على هذا هو ما ألقاه إليه أي يكون شيئا وسوس به فأما قول من قال إن النصب ما أصابه في بدنه والعذاب ما أصابه في ماله فبعيد قال مجاهد عن ابن عباس ضربها بالأسل قال قتادة أخذ عودا فيه تسعة وتسعون عودا وهو تمام المائة فضربها به قال مجاهد هذا له خاص وقال عطاء هذا لجميع الناس قال أبو جعفر البين من هذا أنه خاص لأنه قال { ولا تحنث } فأسقط عنه الحنث وقال اللّه جل وعز { فاجلدو ثمانين جلدة } ومن جلد بشمراخ فيه مائة فإنما جلد جلدة واحدة ٤٥وقوله جل وعز { واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار } آية روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس { أولي الأيدي } قال القوة والعبادة { والأبصار } قال الفقه في دين اللّه جل وعز قال أبو جعفر واحد الأيدي يد واليد تقع للقوة وفي قراءة عبد اللّه بن مسعود{ أولي الأيد } بلا ياء وهذا بين من قولهم أيده إذا قواه ٤٦ثم قال جل وعز { إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار } آية قال قتادة أي يذكرون بالآخرة وبطاعة اللّه جل وعز قال أبو جعفر وهذا قول بين أي إنهم يزهدون في الدنيا ويرغبون في الآخرة وكذا الأنبياء صلى اللّه عليهم وسلم وقال الضحاك أي بخوف الآخرة قال أبو جعفر والمعنى على هذا القول أنهم يذكرون الآخرة ويرغبون فيها ويزهدون في الدنيا وهذا القول ظاهر معنى الكلمة وقد يكون من صفتهم أيضا الترغيب في الآخرة وهذان التأويلان على قراءة من قرأ بالتنوين ومن أضاف قال معناه أخلصناهم بافضل ما في الآخرة هذا قول ابن زيد والمعنى على هذا القول أنهم يذكرون بالآخرة ويرغبون فيها ويزهدون في الدنيا وفي القراءة بالإضافة قول آخر وهو قول مجاهد يكون المعنى إنا أخلصناهم بأن ذكرنا الجنة لهم ٤٧ثم قال جل وعز { وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار } آية أي هم مصطفون من الذنوب والأدناس ٤٨وقوله جل وعز { واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار } آية قال الأشعري قيل ذو الكفل لأنه كفل بعمل رجل صالح كان يصلي في كل يوم مائة صلاة فاثنى اللّه جل وعز عليه بحسن كفالته ولم يكن نبيا وقيل كفل لبعض الملوك بالجنة وكتب له كتابا بذلك والكفل في اللغة النصيب والحظ ٤٩وقوله جل وعز { هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب } آية { هذا ذكر } أي شرف وذكر حسن في الدنيا ثم قال { وإن للمتقين لحسن مآب } أي لهم مع الذكر الحسن في الدنيا حسن مرجع في الآخرة ٥٠ثم بين ذلك فقال { جنات عدن مفتحة لهم الأبواب } آية أي أبوابها ٥٢وقوله جل وعز { وعندهم قاصرات الطرف أتراب } آية روى سعيد عن قتادة قال قصرن طرفهن على أزواجهن فلا يردن غيرهم قال أبو جعفر وانشد أهل اللغة من القاصرات الطرف لودب محول من الذرفوق الأتب منها لأثرا الإتب الجلد ثم قال تعالى { أتراب } قال قتادة على سن واحدة قال مجاهد أي أمثال وحكى السدي متواخيات لا يتعادين ولا يتغايرن ٥٤وقوله جل وعز { إن هذا لرزقنا ما له من نفاد } آية أي انقطاع قال السدي كلما أخذ منه شيء عاد مثله ٥٧وقوله جل وعز { هذا فليذوقوه حميم وغساق } آية يجوز أن يكون المعنى هذا حميم وغساق فليذوقوه ويجوز أن يكون المعنى هذا فليذوقوه منه حميم ومنه غساق كما قال الشاعر لها متاع وأعوان غدون لها قتب وغرب إذا ما أفرغ انسحقا قال قتادة كنا نحدث أن الغساق ما يسيل من بين الجلد واللحم قال الفراء وهو مذهب الضحاك قيل الغساق شيء بارد يحرق كما يحرق الحميم قال أبو جعفر قول قتادة أولى لأنه يقال غسقت عينه إذا سالت وقال ابن زيد الحميم دموع أعينهم يجمع في حياض النار يسقونه والغساق الصديد الذي يخرج من جلودهم والاختيار على ذلك { وغساق } حتى يكون مثل سيال ٥٨ثم قال جل وعز { وآخر من شكله أزواج } آية وقرأ مجاهد وأبو عمرو بن العلاء { وآخر من شكله } وأنكر ابو عمرو { أخر } لقوله { أزواج } أي لا يخبر عن واحد بجماعة وأنكر عاصم الجحدري { وأخر } قال ولو كانت { وأخر } لكان من شكلها قال أبو جعفر كلا الردين لا يلزم لأنه إذا قرأ { وآخر من شكله } جاز أن يكون المعنى وأخر من شكل ما ذكرنا وأخر من شكل الحميم وأخر من شكل الغساق وأن يكون المعنى وأخر من شكل الجميع ومن قرأ { وآخر من شكله } فقراءته حسنة لأن المعنى للفعل وإذا كان المعنى للفعل خبر عن الواحد باثنين وجماعة كما تقول عذاب فلان ضربان وعذابه ضروب شتى ويجوز أن يكون { أزواج } لحميم وغساق وآخر قال قتادة { من شكله } من نحوه قال يعقوب الشكل المثل والشكل الدل قال عبد اللّه بن مسعود { وآخر من شكله أزواج } الزمهرير حدثنا محمد بن جعفر الأنباري قال حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني قال حدثنا إسماعيل بن علية عن أبي رجاء عن الحسن في قوله { أزواج } قال ألوان من العذاب ٥٩ثم قال جل وعز { هذا فوج مقتحم معكم لا مرحبا بهم إنهم صالوا النار } آية { هذا فوج } أي جماعة وفرقة { مقتحم معكم } أي شيء بعد شيء { لا مرحبا بهم إنهم صالوا النار } { لا مرحبا } بمعنى لا أصبت رحبا أي سعة بمعنى لا اتسعت منازلهم في النار الفراء يذهب إلى أن الكلام معترض وأن المعنى قالوا لا مرحبا بهم ٦١وقوله جل وعز { قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار } آية قال عبد اللّه بن مسعود يعني الحيات والأفاعي ٦٢ثم قال جل وعز { وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار أتخذناهم سخريا } آية ٦٣ويقرأ { أتخذناهم } على الاستفهام وفي القراءة الأولى قولان أحدهما وهو قول الفراء أنها على التوبيخ والتعجب قال والعرب تأتي بالاستفهام في التوبيخ والتعجب ولا تأتي به والقول الاخر وهو قول أبي حاتم أن المعنى وقالوا ما لنا لا نرى رجالا اتخذناهم سخريا يجعله نعتا للرجال ومعنى سخري وسخري عند أكثر أهل اللغة واحد إلا ابا عمرو فإنه زعم أن { سخريا } يسخرون منهم و { سخريا } يسخرونهم ويستذلونهم ثم قال جل وعز { أم زاغت عنهم الأبصار } آية روى ليث عن مجاهد { وقالوا ما لنا لا نرى رجالا } قال قال أبو جهل والوليد بن المغيرة { ما لنا لا نرى رجالا } قال قالوا أين سلمان أي خباب اين بلال أين عمار وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال { أتخذناهم سخريا } فأخطأنا أمرهم في النار فزاغت أبصارنا عنهم قال أبو جعفر وهذا قول حسن لأن أم للتسوية فصار المعنى على قوله أأخطأنا أم لم نخطىء وقيل هي بمعنى بل والقراءة بوصل الألف بينة حسنة ٦٧وقوله جل وعز { قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون } آية قال مجاهد يعني القرآن ٦٩وقوله جل وعز { ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون } آية ٧١قال الحسن يعني الملائكة اختصموا كما أخبر تعالى عنهم بقوله { إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين } أي حين خلق آدم عليه السلام بيده قال أبو جعفر وفي الحديث ?< يختصمون في الكفارات وهي إسباغ الوضوء في المكاره وانتظار الصلاة بعد الصلاة >? قال أبو جعفر الملأ في اللغة الأشراف الأفاضل كأنهم مليئون بما يسند إليهم وقد قيل يجوز أن يكون يعني بالملأ الأعلى ههنا الملائكة { إذ يختصمون } يعني قريشا لأن منهم من قال الملائكة بنات اللّه جل وعز فأعلم اللّه جل وعز النبي صلى اللّه عليه وسلم ذلك واعلمه أنهم عباده وأنهم { لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون } وقيل يجوز أن يراد بالملأ الأعلى ههنا أشراف قريش إذ يختصمون فيما بينهم فيوحي اللّه عز وجل إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم بذلك واللّه اعلم بما أراد وأولى ما قيل فيه ما قاله ابن عباس والسدي وقتادة أن الملأ الأعلى ههنا الملائكة اختصموا في أمر آدم عليه السلام حين خلق فقالوا لا تجعل في الأرض خليفة ثم قال جل وعز { إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين } آية يجوز أن يكون المعنى إلا إنذارا وأن يكون المعنى إلا بأنما أنا نذير مبين ٧٣وقوله جل وعز { فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين } آية قال الضحاك قال ابن عباس كان إبليس من أشراف الملائكة وكان خازن الجنان وكان أمينا على السماء الدنيا والأرض ومن فيهما فأعجبته نفسه ورأى أن له فضلا على الملائكة ولم يعلم بذلك أحد إلا اللّه جل وعز فلما أمر اللّه جل وعز الملائكة بالسجود لآدم امتنع وظهر تكبره ٧٧وقوله جل وعز { قال فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين } آية ٧٨قال أبو جعفر ومعنى { إلى يوم الدين } إلى اليوم الذي يدان فيه الناس بأعمالهم قال أهل التفسير { رجيم } أي ملعون والمعنى مرجوم باللعنة ٨٠وقوله جل وعز { قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم } آية ومعناه إلى يوم الوقت المعلوم الذي لا يعلمه إلا اللّه جل وعز ٨٤وقوله جل وعز { قال فالحق والحق أقول لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين } آية ويقرأ بنصب الأول وحكى الفراء أنه يجوز الخفض في الأول قال أبو جعفر رفعه على ثلاثة معان أ روي عن ابن عباس فأنا الحق ب وروى أبان بن تعلب عن الحكم عن مجاهد قال فالحق مني وأقول الحق ج والقول الثالث على مذهب سيبويه والفراء بمعنى فالحق لأملأن جهنم بمعنى فالحق أن أملأ جهنم وكذا يقول سيبويه وقوله تعالى ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه } والنصب بمعنى فالحق قلت وأقول الحق وقد قال أبو حاتم المعنى فالحق لأملأن أي فحقا لأملأن وقال قولا آخر وهو أن المعنى فاقول الحق والحق لأملأن والأولى في النصب القول الأول وهو مذهب أبي عبيدة والخفض بمعنى القسم حذف الواو ويكون الحق للّه جل وعز وقد اجاز سيبويه اللّه لأفعلن إلا أن هذا أحسن من ذاك إلا ان الفاء ههنا تكون بدلا من الواو كما تكون بدلا من الواو في قوله فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع فالهيتها عن ذي تمائم محول ٨٦وقوله جل وعز { قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين } آية قال ابن زيد أي لا أتخرص وأتكلف ما لم يأمرني اللّه جل وعز به ٨٨وقوله جل وعز { ولتعلمن نبأه بعد حين } آية أي ولتعلمن أن القرآن وما أوعدتم فيه حق وروى معمر عن قتادة { ولتعلمن نبأه بعد حين } قال بعد الموت وقال السدي يوم بدر وقال ابن زيد يوم القيامة والحين مبهم فهو مطلق يقع لكل وقت علموه فيه تمت بعونه تعالى سورة ص |
﴿ ٠ ﴾