٢

 قال سفيان { ليغفر لك اللّه ما تقدم من ذنبك } أي ما كان في الجاهلية { وما تأخر } قال ما كان في الإسلام مما لم تعمله بعد

 قال أبو جعفر في قوله جل وعز { إنا فتحنا لك فتحا مبينا } ثلاثة أقوال متقاربة

 أ منها ما تقدم أنه فتح الحديبية والحديبية بئر سمي المكان باسمها

 قال ابو جعفر ولا أعرف أحدا من أهل اللغة يشدد الياء منها وكان في فتحها أعظم الآيات لأن النبي صلى اللّه عليه وسلم فيما روي ورد على هذه البئر وقد نزف ماؤها فتمضمض صلى اللّه عليه وسلم وتفل فيها فأقبل الماء حتى شرب كل من كان معه ولم يكن بينهم إلا ترام حتى كان الفتح هذا قول

 ب وقيل المعنى { إنا فتحنا لك فتحا مبينا } باجتناب الكبائر { ليغفر لك اللّه } الصغائر

 ج وقيل { إنا فتحنا لك فتحا } بالهداية إلى الإسلام فهذه الأقوال متقاربة وقول مجاهد يجمعها لأن فتح الحديبية قضاء من قضاء اللّه وهداية من هدايته يهدي بها من شاء وكذلك اجتناب الكبائر

 وقد روي عن ابن عباس ما يقويه قال ما كنت أدري ما معنى { إنا فتحنا } حتى قالت لي ابنة مشرح فتح اللّه بيني وبينك

 وقوله تعالى { ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق }

  وقد تكلم العلماء في قوله تعالى { ليغفر لك اللّه ما تقدم من ذنبك وما تأخر } آية 

 فقال ابو حاتم المعنى ليغفرن لك اللّه

 وقال أبو الحسن بن كيسان لا يجوز أن تكون إلا لام كي قال قال اللّه جل وعز { إذا جاء نصر اللّه والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين اللّه أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا } فأمر اللّه أن يستغفره إذا كان الفتح ووعده بالمغفرة فكان قوله { إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك اللّه } متعلقا بذاك

 وقيل { ليغفر لك اللّه ما تقدم من ذنبك وما تأخر } مما

كان أي مما كان مقدما ومؤخرا وقد وقع ذلك كله

 وقيل { ليغفر لك اللّه ما تقدم من ذنبك وما تأخر } كله للمستقبل أي لتقع المغفرة في الاستقبال فيما يكون من الذنوب أولا وآخرا

 ثم قال جل وعز { ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما وينصرك اللّه نصرا عزيزا } آية  

 أي نصرا ذا عز لا ذل معه

﴿ ٢