١٧

وقوله عزَّ وجلَّ : (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّه بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (١٧)

هذا المثل ضربه اللّه - جلَّ وعزَّ - للمنافقين في تجملهم بظاهر الِإسلام

وحقنهم دماءَهم بما أظهروا فمثل ما تجملوا به من الِإسلام كمثل النار التي

يستضىء بها المستوقد وقوله (ذَهَبَ اللّه بِنُورِهِمْ) معناه ، واللّه أعلم إطلاع

اللّه المؤْمنين على كفرهم ، فقد ذهب منهم نور الإِسلام بما أظهر اللّه عزَّ وجلَّ

من كفرهم ، ويجوز أن يكون ذهب اللّه بنورهم في الأخرة ، أي عَذَّبهم فلا

نور لهم لأن اللّه جلَّ وعزَّ قد جعل للمؤْمنين نوراً في الآخرةِ وسلب

الكافرين ذلك النور ، والدليل على ذلك  (انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا).

* * *

﴿ ١٧