٢٤و (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (٢٤) قيل لهم هذا بعد أن ثبت عليهم أمر التوحيد وأمر النبي - صلى اللّه عليه وسلم - فوعدوا بالعذاب إِن لم يؤمنوا بعد ثبوت الحجة عليهم. وجزم (لَمْ تَفْعَلوا) لأن لمْ أحدثَتْ في الفِعْل المستقبل معنى المضى فجزمتْه ، وكل حرف لزم الفعل فأحدث فيه معنى فله فيه من الِإعراب على قسط معناه - فإِن كان ذلك الحرف " أنْ " وأخواتها نحو لَنْ تفعلوا ويريدون " أنْ يطفئوا). فهو نصب لأن أن وما بعده بمنزلة الاسم فقد ضارعت (أنْ الخفيفة) أنَّ المشدَّدة وما بعدها لأنّك إِذا قلت ظننت أنك قائم فمعناه ظننت قيامك ، وإِذا قلت أرجو أنْ تَقومَ فمعناه أرجو قيامك ، فمعنى " أنْ " وما عملت فيه كمعنى " أنَّ " المشددة وما عملت فيه ، فلذلك نصبت " أنْ " وجزمت " لَمْ " لأن ما بعدها خرج من تأويل الاسم ، وكذلك هي وما بعدها يخرجان من تأويل الاسم : * * * وقوله عزَّ وجلَّ : (التِي وَقودُها النَّاسُ والحِجَارة). عرفوا عذاب اللّه عزَّ وجلَّ بأشد الأشياءِ التي يعرفونها لأنه لا شيء في الدنيا أبلغ فيما يؤلم من النار ، فقيل لهم إن عذاب اللّه من أشد الأجناس التي يعرفونها ، إلا أنه من هذا الشديد الذي يعرفونه ، ويقال إن الحجارة هنا تفسيرها حجارة الكبريت وقوله (وَقودُها) الوقود هو الحطب ، وكل ما أوقد به فهو وقود ، ويقال هذا وقودك ، ويقال قد وقدت النار وقُوداً فالمصدر مضمومٌ ويجوز فيه الفتح. وقد روي وقدت النار وَقوداً وقبلت الشيء قَبُولًا. فقد جاءَ في المصدر (فَعُول) والباب الضم. * * * |
﴿ ٢٤ ﴾