٢٩

وقوله عزَّ وجلَّ : (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٢٩)

موضع ما مفعول به وتأويله أن جميع ما في الأرض منعَمُ به عليكم

فهو لكم.

وفيه قول آخر أن ذلكم دليل على توحيد اللّه عزَّ وجلَّ.

* * *

وقوله عزَّ وجلَّ : (ثُمَّ اسْتَوى إلىَ السَّمَاءِ).

فيه قولان : قال بعضهم : (اسْتَوى إلىَ السَّمَاءِ) ، عمد وقصد إلى السماءِ.

كما تقول قد فرغ الأمير من بلد كذا وكذا ، ثم استوى إلى بلد كذا ، معناه

قصد بالاستواءِ إليه ، وقد قيل (أيضاً) استوى أي صعد أمره إلى السماء

وهذا قول ابن عباس ، والسماءُ لفظها لفظ الواحد ، ومعناها معنى الجمع.

والدليل على ذلك  (فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ).

ويجوز أن يكون السماءُ جمعاً كما أن السَّمَاوَات جمع كأن واحِدَهُ سَمَاة وسماوة وسماء للجميع.

وزعم أبو الحسن الأخفش أن السماءَ جائز أن يكون واحداً يراد به

الجمع كما تقول "كثر الدِّرْهَمُ والدينار في أيدي الناس ".

والسماءُ في اللغة السقف ويقال لكل ما ارتفع وعلا قد سما يسمو ، وكل

سقف ، فهو سماء يا فتى ، ومن هذا قيل للسحاب لأنها عالية.

* * *

﴿ ٢٩