٤٢

قوله عزَّ وجلَّ : (وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٤٢)

يقال لبَسْت عليهم الأمرَ ألبِسُه ، إذا أعَمَّيته عليهم ، ولبِسْت الثوبَ

ألبَسُه ومعنى الآية : (لَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ) ، والحق ههنا أمر النبي - صلى اللّه عليه وسلم - وما أتى به من كتاب اللّه عزَّ وجلَّ ، وقوله بالباطل ، أي بما يحرفون.

* * *

وقوله عزَّ وجلَّ : (وأنتم تَعْلمُونَ) أي تأتون لبسكم الحق وكتمانه على علم منكم وبصيرةٍ.

وإعراب (وَلَا تَلبِسُوا) الجزم بالنهي ، وكلامة الجزم سقوط النون ، أصله

تَلْبِسُون وتَكْتمُونَ ، يصلح أن يكون جزماً على معنى ولا تكتموا الحق ، ويصلح أن يكون نصباً وعلامة النصب أيضاً سقوط النون ، أما إذا نصبت فعلى معنى الجواب بالواو ، ومذهب الخليلِ وسيبويه والأخفش وجماعة من البصريين أن

جميع ما انتصب في هذا الباب فبإضمار أن كأنك قلت لا يكن منكم إلباس الحق وكِتْمَانه ، كأنَّه قال وإن تكتموه ، ودلَّ تلبسوا على لبس كما تقول : من كذب كانَ شَرًّا ، ودل ما في صدر كلامك على الكذب فحذفْتَه.

* * *

﴿ ٤٢