٤٤

وقوله عزَّ وجلَّ : (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (٤٤)

فالألف ألف استفهام ، ومعناه : التقرير والتوبيخ ههنا ، كأنه قيل لهم :

أنتم على هذه الطريقة . ومعنى هذا الكلام - واللّه أعلم - أنهم كانوا يأمرون أتباعهم بالتمسك بكتابهم ويتركون هم التمسك به ، لأن جحْدهم النبي - صلى اللّه عليه وسلم - هو تركهم التمسك به - ويجوز واللّه أعلم - أنهم كانوا يأمرون ببذْل الصدقةِ وكانوا يضنون بها ، لأنهمَ وُصِفُوا بأنهم قست قلوبهم . وأكلوا الربَا والسُّحْتَ ، وَكانوا

قد نهوا عن الربا . فمنع الصدقة داخل فِي هذا الباب.

* * *

﴿ ٤٤