٥١

وقوله عزَّ وجلَّ : (وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (٥١)

ويقرأ : (وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى) وكلاهما جائز (حسن) واختار جماعة من

أهل اللغة ، وإذ وعدنا بغير ألف :

وقالوا : إنما اخترنا هذا لأن المواعدة إنما تكون لغير الآدميين ، فاختاروا

(وعدنا) وقالوا دليلنا قوله عزَّ وجلَّ (إِنَّ اللّه وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ) وما أشبه

هذا وهذا الذي ذكروه ليس مثل هذا وواعدنا هنا جيد بالغ ، لأن الطاعة في

القبول بمنزلة المواعدة ، فهو من اللّه عزَّ وجلَّ وعدٌ ومن موسى قبول واتًبَاعٌ

فجرى مجرى المواعدة.

* * *

وقوله عزَّ وجلَّ : (ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ).

ذكرهم بكفر آبائهم مع هذه الآيات العظام ، وأعْلمهم أن كفرهم

بالنبي ي مع وضوح أمره وما وقفوا عليه من خبره في كتبهم ككفر آبائهمْ.

وكان في ذكر هذه الأقاصيص دلالة على تثبيت نُبوة النبي - صلى اللّه عليه وسلم - لأن هذه الأقاصيص ليست من علوم العرب ، وإنما هى من علوم أهل الكتاب ، فأنبأهم النبي - صلى اللّه عليه وسلم - بما في كتبهم ، وقد علموا أنه منْ العرب الذين لم يقرأوا كتبهم ،

فعلموا إنَّه لمْ يُعَلمْ هذِه الأقاصيص إلا من جهة الوحي ، ففي هذه الآيات.

إذكارهُم بالنعمة عليهم في أسلافهم ، وتثبيت أمر الرسالة كما وصفنا.

* * *

﴿ ٥١