٥٣وقوله عزَّ وجلَّ : (وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (٥٣) آتينا بمعنى أعطينا ، و (الكتاب) مفعول به ، (والفرقان) عطف عليه. وَيَجُوزُ أن يكون الفرقان الكتاب بعينه إلا إنَّه أعيد ذكره ، وعَنى به أنه يفرق بين الحق والباطل. وقد قال بعض النحويين وهو قطرب : : وآتينا محمداً الفرقان ، ودليله قوله عزَّ وجلَّ (تَبَارَكَ الًذِي نَزَلَ الفُرُقَانَ عَلَى عَبْدِهِ) يعني به القرآن. والقول الأول هو القول لأن الفرقان قد ذكر لموسى في غير هذا الموضع - قال اللّه عزَّ وجلَّ : (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ (٤٨). * * * وقوله عزَّ وجلَّ : (لَعَلَّكم تَهْتَدُونَ). " لعل " إنما ذكرت هنا - واللّه يعلم أيهتدون أم لا يهتدون - على ما يفعل العباد ويتخاطبون به ، أي إن هذا يرجى به الهداية ، فخوطبوا على رجائهم. ومثله (لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ يَخْشَى) : إنما اذهبا على رجائكما ، واللّه عزَّ وجلَّ عالم بما يكون وهو من ورائه. * * * |
﴿ ٥٣ ﴾