٥٦الدليل على أنهم ماتوا قوله عزَّ وجلَّ : (ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٥٦). وفي هذه الآية ذكر البعث بعد موت وقع في الدنيا. مثل قوله تعالى : (فَأَمَاتَهُ اللّه مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ). ومثل قوله عزَّ وجلَّ : (فَقَالَ لَهُم اللّه مُوتوا ثم أحْيَأهُمْ) وذلك احتجاج على مشركي العرب الذين لمْ يكُونوا مُوقنين بالبعث ، فأتى النبي - صلى اللّه عليه وسلم - بالأخبار عمن بعث بعد الموت في الدنيَا مما توافقه عليه إليهود والنصارى ، وأرباب الكتب فاحتج - صلى اللّه عليه وسلم - بحجة اللّه التي يوافقه عليها جميع من خالفه من أهلِ الكتب. وقوله (لعَلَّكُمْ تشْكُرُون) أي في أن بَعَثَكُم بعد الموت ، وأعلمكم أن قدرته عليكم هذه القدرة ، وأن الِإقالة بعد الموت لا شيءَ بَعدها ، وهي كالمُضْطَرةِ إلى عبادة اللّه. |
﴿ ٥٦ ﴾