٦٢ْوقوله فيّ وجل : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللّه وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢) لا يجوز أن يكون لأحد منهم إيمان إلا مع إيمانه بالنبي - صلى اللّه عليه وسلم - ودليل ذلك قوله عزَّ وجلَّ : (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللّه أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (١) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ). فتأْويله من آمن باللّه واليوم الآخر وآمن بالنبي - صلى اللّه عليه وسلم - فلهم - أَجرُهم. وجاز أَن يقال فلهم لأن مَنْ لفْظُها لفظُ الوَاحِدِ وتقع على الواحد والاثنين والجمْع والتأنيث والتذكير ، فيحمل الكلام على لفظها فيُؤخد ويذكر ، ويحمَل على معناها فيُثنَّى ويجْمَعُ ويؤنث. قال الشاعر : تَعَشَّ فإنْ عاهَدْتني لا تخونُني . . . نكنْ مثلَ مَنْ يا ذئبُ يصطحبان وهادوا أصلِه في اللغة تابوا ، وكذلك قوله عزَّ وَجلَّ : (إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ) أي : تبْنا إِليْك. وواحد النصارى قيل فيه قولان : قالوا يجوز أن يكون واحدُهمْ نصْران (كما ترى) فيكون نصران ونصارى على وزنِ ندْمَان وندامى - قال الشاعر : فَكِلْتاهما خَرَّتْ وأَسْجَدَ رأسُها . . . كما أَسْجَدَتْ نَصْرانَةٌ لم تَحَنَّفِ فنصرانة تأنيث نصرانٍ ، ويجوز أن يكون النصارى وأحدهم نصْرى مثل بعير مَهْرِي ، وإبل مَهارى . ومعنى الصابئين : الخارجين من دِين إلى دين. يقال صبأ فلان إذا خرج من دينه - يصبأ - يا هذا - ويقال صبأت النجوم إذا ظهرت وصبأ نابه إذا خرج. * * * وقوله عزَّ وجلَّ : (وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ). القراءَة الجيدة الرفع ، وكذلك إدْا كررت (لا) في الكلام قلت لا رجلٌ عندي ولا زيْد ، و (لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ (٤٧). وإِن قرئ فلا خوفَ عليهم فهو جيد بالغ الجودة وقد قرئ به. * * * |
﴿ ٦٢ ﴾