٦٣وقوله عزَّ وجلَّ : (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (٦٣) ، اذكروا إذ أخذنا ميثاقكم ، والطور ههنا الجبل ومعنى أخذنا ميثاقكم : يجوز أن يكون ما أخذه اللّه عزَّ وجلَّ - حين أخرج الناس كالذر. ودليل هذا (وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ) ثم قال من بعد تمامْ الآية : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) فهذه الآية كالآية التي في البقرة. وهو أحسن المذاهب فيها ، وقد قيل أن أخذ الميثاق هو ما أخذ. اللّه من الميثاق على الرسل ومن اتبعهم. ودليله قوله عزَّ وجلَّ : (وَإِذْ أَخَذَ اللّه مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ) فالأخذ على النبيين - صلى اللّه عليهم وسلم - الميثاق يدخل وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (٦٣) فيه من اتبعهم ، (وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ) أي جئناكم بآية عظيمة ، وهي أن الطور -. وهو الجبلُ . رُفع فوقَهم حتى أظلهم وظنوا أنه واقع بهم ، فأخبر اللّه بعظم الآية التي أروها بعد أخذ الميثاق. وأخبر بالشيء الذي لو عذبهم بعده لكان عدلاً في ذلك ، ولكنه جعل لهم التوبة بعد ذلك وقال (ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ) ذلك أي من بعد الآيات العظام. (فَلَوْلَا فَضْلُ اللّه عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ). أي لولا أنْ منَّ اللّه عليكم بالتوبة بعد أن كفرتم مع عظيم هذه الآيات (لكنتم من الخاسرين). * * * وقوله عزَّ وجلَّ : (خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ). موضع - ما نصب ، و (ما آتيناكم) الكتاب الذي هو التوراة ومعنى خذوه بقوة ، أي خذوه بجد واتركوا الريب والشك لما بأن لكم من عظيم الآيات. * * * وقوله عزَّ وجلَّ : (وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ) معناه ادْرُسُوا ما فيه وجاز في اللغة أن تقول خذ وخذا ، وأصله أوْخُذْ وكذلك " كل " أصله أوكل ، ولكن خُذْ وكُلْ اجتمع فيهما كثرة الاستعمال والتقاء همزتين وضمة ، فحذفت فاءُ الفعل وهي الهمزة التي كانت في أخذ وآكل فحذفت لما وصفنا من كثرة الاستعمال واجتماع ما يستقلون. * * * |
﴿ ٦٣ ﴾