٦٧وقوله عزَّ وَجَل : (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّه يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللّه أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (٦٧) واذكروا إِذ قال موسى لقومه ، أمروا بذبح بقرة يضرب ببعضها قتيل تشاجروا فِيمَنْ قَتَله ، فلم يعلم قاتله ، فأمر اللّه عزَّ وجلَّ بِضَرْب المقتول . بعضو من أعضاءِ البقرة. وزعموا في التفسير أنهم أمروا أن يضربوه بالفخذ اليمنى ، الذنب ، وأحب اللّه تعالَى أن يُرِيَهمْ كيف إحياء الموتى ، وفي هذه الآية ، احتجاج على مشركي العرب لأنهم لم يكونوا مؤمنين بالبعث ، فأعلمهم النبي - صلى اللّه عليه وسلم - هذا الخبر الذي لا يجوز أن يَعْلمه إلامَنْ قَرأ الكُتُبَ أوحى إليه ، وقد علم المشركون أن النبي - صلى اللّه عليه وسلم - أمِّيّ وأن أهل الكتاب يعلمون - وهم يخالفونه - أن ما أخبر به من هذه الأقاصيص حق. (قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا) ، فانتفى موسى من الهِزؤِ ، لأن الهازىء جاهل لاعب فقال : (أَعُوذُ بِاللّه أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) فلما وضَح لهم أنه من عند اللّه (قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ) وإِنَّما سألوا ما هي لأنهم لا يعلمون أن بقرةً يحيا بضرب بعضها ميت. (قَالَ إنَهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ). ارتفع (فَارِضٌ) بإضمار هي ومعنى (لا فَارِضٌ) : لا كبيرة ، (ولا بكرٌ) لا صَغِيرة). أي ليست بكبيرة ولا صغيرة. (عَوَانٌ) العَوَانُ دون المُسِنَة وفوق الصغيرة. ويقال من الفارض فرضت تَفْرِض فُروضاً ومن العوان قد عوَّنَتْ تُعَوِّن ، ويقال حرب عوَان ، إذا لم تكن أول حرب ، وكانت ثانية. قال زهير : إذا لَقِحَتْ حربٌ عَوانٌ مُضِرَّةٌ . . . ضَروسٌ تُهِرُّ الناسَ أنيابُها عُصْلُ ومعنى (بَيْنَ ذَلِكَ) بين البِكْر والفَارِض ، وبين الصغيرة والكبيرة وإِنما جَازَ بين ذلك ، و " بين " لا يكون إِلا مع اثنين أكثر لأن ذلك ينوب عن الخمَل ، فتقول ظننت زيداً قائماً ، فيقول القائل " ظننت ذلك ". |
﴿ ٦٧ ﴾