٨٠

وقوله عزَّ وجلَّ : (وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللّه عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللّه عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّه مَا لَا تَعْلَمُونَ (٨٠)

(تمسنا) نصب بلَنْ ، وقد اختلف النحويون في علة النصب بـ لن.

فرُوي عن الخليل قولان أحدهما أنها نصبت كما نصبت " أن " وليس " ما بعدها بصلة لهَا ، لأن " لَنْ يَفْعَلَ " ، نفي " سيفعل " فقدم ما بعدها عليها ، نحو قولك زيداً لن أضرب

كما تقول زيداً لم أضرب ، وقد روى سيبويه عن بعض أصحاب الخليل

عن الخليل أنه قال : الأصل في " لن " لا أن ولكن الحذف وقع استخفافاً ، وزعم سيبويه أن هذا ليس بجيد ، لو كان كذلك لم يجز زيداً لن أضرب ، وعلى مذهب سيبويه جميع النحويين وقد حكى هشام عن الكسائي في " لن " مثل هذا القول الشاذ عن الخليل . ولم يأخذ به سيبويه ، ولا أصحابه.

ومعنى (أَيَّامًا مَعْدُودَةً) قالوا إِنَّما نعَذَّبُ لأننا عبدنا العجل أياماً قيل في

عددها قولان ، قيل سبعة أيام وقيل أربعون يوماً ، - وهذه الحكاية عن إليهود ، هم الذين قالوا : (لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً).

* * *

وقوله عزَّ وجلَّ : (قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللّه عَهْدًا) بقطع الألف هي تقرأ على

ضربين : أتخذتم - بتبيين الذال ، واتختُم بَإِدغام الذال في التاءِ ، والألف قطع

لأنها ألف استفهام وتقرير . .

وقوله عزَّ وجلَّ : (عِنْد اللّه عَهْداً)  عهد اللّه إليكم في أنه لا يعذبكم

إِلا هذا المقدار . .

* * *

وقوله عزَّ وجلَّ : (فلنْ يُخْلِفَ اللّه عَهْدَهُ)).

أي إن حَان لكم عهد فلن يخلفه اللّه ، أم تقولون على اللّه ما لا تعلمون

﴿ ٨٠