٩٤

وقوله عزَّ وجلَّ : (قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللّه خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٩٤)

قيل لهم هذا لأنهم قالوا : (لَنْ يدخل الجنة إلا من كان هوداً  نصارى)

وقالوا : (نَحْنُ أَبْنَاءُ اللّه وَأَحِبَّاؤُهُ) فقيل لهم إِن كنتم عند أنْفسِكم صادقين

فِيما تدّعون فَتَمنوُا الموْت ، فإنَ من كان لا يشك في أنه صائر إِلى الجنة ، فالجنة عنده آثرُ من الدنيا ، فإن كنتم صادقين فتَمنوُا الأثرة والفضل.

وللنبي - صلى اللّه عليه وسلم - وللمسلمين في هذه الآية أعظم حجة وأظهرُ آية وأدلة على الِإسلام ، وعلى صحة تثبيت رسالة النبي - صلى اللّه عليه وسلم - لأنه قال لهم : تَمنَّوُا الموت.

وأعلمهم أنهم لن يتمنوه أبداً فَلَمْ يتمنَّه منهم واحد لأنهم لو تمنوه لماتُوا من

ساعتهم ، فالدليل على علمهم بأن أمر النبي - صلى اللّه عليه وسلم - حق أنهم كَفُوا عن التَمني ولم يُقْدِم واحد منهم عليه فيكون إقْدامُه دفعاَ ل (ولَنْ يتَمنَوْه أبداً).

 يعيش بعد التمني فيكون قد ردَّ ما جاءَ به النبي - صلى اللّه عليه وسلم - فالحمد للّه الذي أوضَح الحق وبيَّنَه ، وقَمع الباطل وأزْهقه.

* * *

﴿ ٩٤