٩٥وقوله عزَّ وجلَّ : (وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللّه عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٩٥) يعني - ما قدمت من كفرهِمْ بالنبي - صلى اللّه عليه وسلم - لأنِهم كفروا وهم يعلمون أنه حق وأنهم إنْ تَمَنَوْه ماتوا ، ودليل ذلك إمْسَاكُهُمْ عَن تَمنَيه * * * وقوله عزَّ وجلَّ : (واللّه عَلِيمٌ بالظَّالِمِينَ). اللّه عزَّ وجلَّ عليم بالظالمين وغير الظالمين ، وانًما الفائدة ههُنا إنَّه عليم بمجازاتهم - ، وهذا جرى في كلام الناس المستعمل بينهم إذَا أقبل الرجل على رجل قد أتى إليه منكراً ، قال أنا أعرفك ، وأنا بصير بك ، تأويله أنا أعلم ما أعاملك به وأستعمله معك. فالمعنى إنه عليم بهم - وبصير بما يعملون ، أي يجازيهم عليه بالقتل في الدنيا بالذلَّة والمسكنة وأداءِ الجِزية ، ونصب (لن) كما تنصب (أن) وقد شرحْنا نصبها فيما مضى وذكرنا ما قاله النحويون فيه. ونصب (أبداً) لأنه ظرف من الزمان ، : لن يَتَمَنوهُ في طول عُمرهم إِلى موتهم ، وكذلك قولك : لا أكلمك أبداً ، لا أكلمك ما عشت . ومعنى (بما قدمت أيديهم) أي بما تقدمه أيديهم . ويصلح أن يكون بالذي قدمته أيديهم. * * * |
﴿ ٩٥ ﴾