١١٩وقوله عزَّ وجلَّ : (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (١١٩) نصب (بشيراً ونذيراً) على الحال ، ومعنى بشيراً ، أي مبشراً المؤمنين بما لهم من الثواب ، وينذر المخالفين بما أعد لهم من العقاب. * * * وقوله عزَّ وجلَّ : (وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ). وتقرأ (ولا تَسْألُ) ، ورفع القراءتين جميعاً من جهتين ، إحداهما أن يكون (ولا تسأل) - استئنافاً ، كأنَّه قيل ولست تسأل عن أصحاب الجحيم ، كما قال عزَّ وجلَّ : (فإِنما عَلَيْكَ البَلَاغُ وعَلَيْنَا الحِسَابُ) ويجوز أن يكون له الرفع على الحال ، فيكون : أرسلناك غير سائل عن أصحاب الجحيم. ويجوز أيضاً " ولا تَسْألْ عن أصحاب الجحيم " وقد قرئ به فيكون جزماً بلا. وفيه قولان على ما توجبه اللغة : أن يكون أمَرَهُ اللّه بترك المسألة ، ويجوز أن يكون النهي لفظاً ، ويكون على تفخيم ما أعد لهم من العقاب. كما يقول لك القائل الذي تَعْلَمُ أنت أنه يجب أن يكون من تسأل عنه في حال جميلة حال قبيحة ، فتقول لا تسأل عن فلان أي قد صار إلى أكثر مما تريد ، ويقال : سالته أسأله مسألة وسؤالاً ، والمصادر على فُعَال تقِلُّ في غير الأصوات والأدْواءِ فأمَّا في الأصوات فنحو الدعاء والبكاء والصراخ وأما في الأدواء فنحو : الزكام - والسعال وما أشبه ذلك. وإِنما جاءَ في السؤال لأن السؤال لا يكون إلا بصوت. * * * |
﴿ ١١٩ ﴾