١٣٢

و (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّه اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٣٢)

 (بِهَا) هذه الهاءُ ترجعِ على الملة ، لأن إِسلامه هو إِظهار طريقته

وسنته ويدل على  (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ)  (إِنَّ اللّه اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ).

وإنما كسرت " إنَّ) لأن معنى وصي وأوصى : قَوْل :

قال لهم إِن اللّه اصطفى لكم الدين ، ووصى أبلغ من أوصى ، لأن أوصى

جائز أن يكون قال لهم مرة واحدة ، ووصَّى لا يكون إلا لمرات كثيرة.

* * *

وقوله عزَّ وجلَّ : (فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).

إن قال قائل كيف ينهاهم عن الموت ، وهم إنما يمَاتُون ، فإنما وقع

هذا جملى سعة الكلام ، وما تكثر استعماله " العرب " نحو قولهم : " لا أريَنك

ههنا " ، فلفظ النهي إِنما هو للمتَكَلِّم ، وهو في الحقيقة للمُكَلَّمِ.

 : لا تكونن ههنا فإن من كان ههنا - رأيته - والمعنى في الآية : ألزموا الإسلام ، فإذا أدرككم الموتُ صادَفكم مُسْلمين.

* * *

﴿ ١٣٢