١٣٩وقوله عزَّ وجلَّ : (قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللّه وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (١٣٩) في (أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللّه) لغات فأجودها : (أتحاجوننا) بنونين وإن شئت بنون واحدة - " أتُحَاجُونَّا " على إدغام الأولى في الثانية وهذا وجه جيد ، ومنهم من إِذا أدغم أشار إِلى الفتح كما قراوا : (مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ) على الإدغام والِإشارة إِلى الضم ، وإِن شئت حذفت إِحدى النونين فقلت (أتحاجونَا) فحذف لاجتماع النونين قال الشاعر : تراه كالثغام يُعَلُّ مسكا . . . يسوءِ الغانِيات إِذَا فَليني يريد فَلَيْنَنَي ، ورأيت مذهب المازني وغيره ردُّ هذه القراءَةَ ، وكذلك ردُّوا (فبم تبشرونِ) - قال أبو إِسحاق " والأقدام على رد هذه القراءَة غلط لأن نَافِعاً رحمه اللّه قرأ بها ، وأخبرني إِسماعيل بن إسحاق أنَّ نافعاً رحمه اللّه لم يقرأ بحرف إلا وأقل . ما قرأ به إثنان من قراءِ المدينة ، ولَه وجْه في العربية فلا ينبغي أن يرد ، ولكن " الفتح " في قوله (فبم تبشرونَ) أقوى في العربية. ومعنى (قلْ أتُحاجُّونَنَا فِي اللّه) أن اللّه عزَّ وجلَّ أمر المسلمين أن يقولوا لليهود الذين ظاهروا من لا يوحد اللّه عزَّ وجلَّ مِن النًصارى وعبدةِ الأوْثَانِ ، فأمر اللّه أن يحتج عليهم بأنكم تزعمون أنكم موحدون ، ونحن نوحّد فلم ظَاهرْتُمْ مِن لا يوحِّدُ اللّه جلَّ وعزَّّ (وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ). ثم أعلموهم أنهم مخلصون ، وإخلاصهم إِيمانهم بأن اللّه عزَّ وجلّ واحد ، وتصديقهم جميع رسله ، فاعلموا أنهم مخلصون ، دون من خالفهم. * * * |
﴿ ١٣٩ ﴾