١٤٠

وقوله عزَّ وجلَّ : (أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا  نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّه وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللّه وَمَا اللّه بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (١٤٠)

كَأنَّهُمْ قَالُوا لَهُم : بأيِّ الحُجتَين تَتَعَلَّقُون في أمْرِنَا ؟

أبالتوحِيد فنحن موحدون ، أم باتباع دين الأنبياءِ فنحن متبعون.

* * *

وقوله عزَّ وجلَّ : (قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّه).

تأويله : أن النبى الذي أتانا ب (الآيات) المعجزات وأتاكم بها -

أعلمكم ، وأعلمنا أن الإِسلام دين هُؤلاءِ الأنبياءِ.

والأسباط هم " " الذين من ذرية الأنبياءِ ، والأسباط اثنا عشر سِبْطاً وهم ولد

يعقوب عليه السلام ، ومعنى السبط في اللغة : الجماعة الذين يرجعون إلى

أب واحد ، والسبط في اللغة الشجرة ، فالسبط ، الذين هم من شجرة واحدة .

و (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللّه).

يعني بهم هُؤلاءِ الذين هم علماء إليهود ، لأنهم قد علموا أن رسالة

النبي حق ، وإِنما كفروا حسداً - كما قال اللّه عزَّ وجلَّ - وطلبا لدوام رياستهم وكسبهم ، لأنهم كانوا - يتكسبون بإِقامتهم على دينهم فقيل

وَمَنْ أظَلَمُ مِمَن كَتَمُ أمرَ النّبيِّ - صلى اللّه عليه وسلم - ولا أحدَ أظْلَم مِنْه و (وَمَا اللّه بغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُوْنَ).

يعني : من كتمانكم ماعلمتمه من صحة أمرالنبي - صلى اللّه عليه وسلم -.

* * *

﴿ ١٤٠