١٤٢

وقوله عزَّ وجلَّ : (سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ للّه الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (١٤٢)

فيه قولان ، قيل يعني به :

كفار أهل مكة ، وقيل يعني به : إليهود والسفهاءَ واحدهم سفيه ، - مثل شهيد وشهداءُ ، وعليم وعلماءُ.

* * *

وقوله عزَّ وجلَّ : (مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا)

معنى ؛ (مَا وَلَّاهُمْ) : ما عدلهم عنها يعني قبلة بيت المقدس.

لأن النبي - صلى اللّه عليه وسلم - كان أُمِرَ بالصلاة إِلى بيت المقدس ، لأن مكة وبيت اللّه الحرام كانت العرب آلِفةً

لِحجّهِ ، فأحبَّ اللّه - عزَّ وجلَّ - أن يمتحن القوم بغير ما ألفوه ليظهر من يتبع

الرسول - صلى اللّه عليه وسلم - ممن لا يتبعه ، كما قال اللّه عزَّ وجلَّ : (وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ)

فامتحن اللّه ببيت المقدس فيما روى لهذه العلة ، واللّه أعلم.

* * *

وقوله عزَّ وجلَّ : (قُلْ للّه الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).

معناه حيث أمر اللّه أن يُصَلَّى وُيتَعَبَّدُ ، فهو له ، وعالم به ، وهو فيه كما

قال : (وَهُوَ اللّه فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ (٣)

وكما قال : (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ).

وكما قال : (مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ).

* * *

وقوله عزَّ وجلَّ : (إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)

معناهّ : طريق مستقيم كما يحبُّ اللّه.

* * *

﴿ ١٤٢