١٥٥

وقوله عزَّ وجلَّ : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (١٥٥)

ولم يقل بأشياءَ ، فإِنما جاءَ على الاختصار ، والمعنى يدل على أنَّه وشيءٍ من

الخوف وشيءٍ من الجوع وشيءٍ من نقص الأموال والأنفس ، وإِنما جعل اللّه هذا

الابتلاءَ لأنه أدْعى لمن جاءَ بعد الصحابة ومن كان في عصر - صلى اللّه عليه وسلم - إِلى اتباعهم لأنهم يعلمون أنه لا يصبر على هذه الأشياءِ إِلا من قد وضح له الحق وبانَ له البرهان ، - واللّه عزَّ وجلَّ - يعطيهم ما ينالهم من المصائب في العاجل والآجل ، وما هو أهم نفعاً - لهم فجمع بهذا الدلالة على البصيرة وجوز الثواب للصابرين على ذلك الابتلاء فقال عزَّ وجلَّ :

(وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) : بالصلاة عليهم من رَبِّهم والرحمة وبأنهم المهتدون -

﴿ ١٥٥