١٦٦و (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (١٦٦) يعني به السادة والأشراف (مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا) وهم الأتباع والسفلة. (وَرَأَوُا الْعَذَابَ) - يُعْنَى به التابِعُونَ والمتبوعون ، (وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ) ، أي انقطعَ وصْلُهُم الذى كان جمعهم. كما قال : (لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) فَبَيْنهُمْ وَصْلُهُمْ. والذي تقطع بينهم في الآخر كان وصل بينهم في الدنيا. وإِنما ضُمَّت الألف في قوله (اتُّبِعُوا) لضمَّةِ التاءِ ، والتاءُ ضمت علامة ما لم يُسَمَّ فاعِلُه. فإن قَال قائل : فما لم يسم فاعله مضموم الأول ، والتاءُ المضمومة في (اتُّبِعُوا) ثالثة ، قيل إنما يضم لما لم يُسَم فاعله الأول من متَحركات الفعل ، فإذا كان في الأول ساكن اجتلبت له ألف الوصل ، وضم ما كان متحركاً ، فكان المتحرك من اتبعوا التاء الثانية فضمت دليلاً على ترك الفاعل ، وأيضاً فإنَ في (اتُّبِعُوا) ألفَ وصل دخلت من أجل سكون فاءِ الفعل ، لأن مثَاله من الفعل افْتعِلوا ، فالأف ألف وصل ولا يبنى عليه ضَمة الأول في فِعْل لم يُسَمَّ فاعلُه ، والفاءُ ساكنة ، والسَّاكنُ لا يُبْنى عليه فلم يبق إلا الثالث ، وهو التاءُ فضمت عَلَماً للفعل الذي لم يسم فاعله ، فكان الثالث لهذه العلة هو الأول. * * * |
﴿ ١٦٦ ﴾