١٧١

قوله عزَّ وجلَّ : (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (١٧١)

وضرب اللّه عزَّ وجلَّ لهم هذا المثل ، وشبهَهم بالغنم المنعوق بها.

بما لا يَسْمَع مُنه إلا الصوتَ ، فالمعنى مثلك يا محمد ، ومثلهم كمثل

الناعق والمنعوق به ، بما لا يسمع ، لأن سمعهم ما كان ينفعهم ، فكانوا في

شركهم وَعَدَمِ قبول ما يسيمعون بمنزلة من لم يسمع ، والعرب تقول لمن

يسمع ولا يعمل بما يسمع : أصم.

قال الشاعر :

أصمُّ عمَّا سَاءَه سمِيعُ

* * *

وقوله عزَّ وجلَّ (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ).

وصفهم بالبَكَم وهو الخَرَس ، وبالعَمَى ، لأنهم في تركهم ما يبصرون

من الهداية بمنزلة العُمْي.

وقد شرحنا هذا في أول السورة شرحاً كافياً إِن شاءَ اللّه . .

* * *

﴿ ١٧١