٢٠٣وقوله عزَّ وجلَّ : (وَاذْكُرُوا اللّه فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللّه وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٢٠٣) قالوا : هي أيام التشريق ، (معدودات) يستعمل كثيراً في اللغة للشيءِ القليل - وكل عدد قل كثر فهو معدود ، ولكن معدودات أدل على القلة ، لأن كل قليل يجمع بالألف والتاء ، نحو دريْهمَات وجماعات. وقد يجوز وهو حسن كثير أن تقع الألف والتاء للكثير ، وقد ذُكِرَ أنه عيبَ عَلى القائل : لنا الجَفَنَاتُ الغر يلمعْن بالضحى . . . وأسيافنا يقطرْنَ من نجدة دمَا فقيل له لم قَلَّلْتَ الجَفَنَاتِ ولَمْ تَقُل : الجِفان. وهذا الخبر - عندي - مَصْنوع لأن الألف والتاء قد تأتي للكثرة - قال اللّه عزَّ وجلَّ : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ). وقال : (في جنات) ، وقال (في الغرفات آمنون) ، فالمسلمون ليسوا في جنات قليلة ، ولكن إذا خص القليل في الجمع بالألف والتاء ، فالألف والتاء أدل عليه ، لأنه يلي التثْنِيَةِ ، تقول : حمام ، وحمامان وحمامات ، فتؤَدى بتاءِ الواحد ، فهذا أدل على القليل ، وجائز حسن أن يراد به الكثير ، ويدل المُشَاهَدُ على الإرَادَة ، كما أن قولك جمع يدل على القليل والكثير. * * * وقوله عزَّ وجلَّ : (فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ). أي من نفر في يومين. (فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى). قيل لمن اتقى قتل الصيد ، وقالوا : لمن اتقى التفريط في كل حدود الحج. فموسع عليه في التعجل في نَفْرِه. * * * |
﴿ ٢٠٣ ﴾