٢٠٤وقوله عزَّ وجلَّ : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّه عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (٢٠٤) - موضع (مَنْ) رفع على ضربين : على الابتداء ، وبالعامل في (مِنْ) وقد شرحنا هذا الباب. ويروى أن رجلًا من ثقيف كان يعجب النبي - صلى اللّه عليه وسلم - كلامُه ، ويظهر له من الجميل خلاف ما في نفسه. * * * وقوله عزَّ وجلَّ : (وَيُشْهِدُ اللّه عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ). وإِن قلت ويشْهدُ اللّه على ما في قلبه فهو جائز إِن كان قد قرئ به والمعنى فيه أن اللّه عالم بما يُسِرَّه ، فأعلم اللّه عزَّ وجلَّ النبي - صلى اللّه عليه وسلم - حقيقةَ أمر هذا المنافق - وقال : (وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ). ومعنى خَصم ألدُّ في اللغة - الشديد الخصومة والجَدَلِ ، واشتقاقه من لُدَيْدَي العُنق ، وهما صفحتا العنق ، وتأويله ، أن خصمه في أي وجه أخذ - من يمين شمال - من أبواب الخصومة غلبه في ذلك. يقال رجل ألدُّ ، وامرأة لَدَّاء وقوم لُدٌّ - وقد لَدَدْتُ فُلاناً ألَده - إِذا جادلته فغلبتُه. وخصام جمع خَصْمٍ ، لأن فعلاً يجمع إِذا كان صفة على فِعَالٍ ، نحو صَعْب وصِعَاب ، وخَدْل وخِدَال. وكذلك أن جعلت خصماً صفة ، فهو يجمع على أقل العدد ، وأكثره على فَعُول وفِعَالٍ جميعاً ، يقال خَصْم وخِصَام وخُصُوم ، وإِن كان اسماً فَفِعَال فيه أكْثر العدَدِ ، نحو فَرْخ وأفراخ ، لأقل العدد ، وفِراخ وفُروخ لما جاوز العشرة. * * * |
﴿ ٢٠٤ ﴾