٢٢٠

وقوله عزَّ وجلَّ : (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّه يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللّه لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّه عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٢٢٠)

هذا مما نحكم تفسيره في سورة النساءِ إنْ شاءَ اللّه ، إلا أن جملته أنهم

كانوا يظلمون اليتامى ، فيتزوجون العشر ويأكلون أموالهم مع أموالهم ، فَشُدِّدَ عليهم في أمر اليتامى تشديداً خافوا معه التزويج بنساءِ اليتامى ومخالطتهم ، فأعلمهم اللّه أن الإصلاح لهم هو خير الأشياء ، وأن مخالطتهم في التزويج وغيره جائزة مع تحري الِإصلاح فقال : (وإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ) أي فهم إخوانكم.

فالرفع على هذا . والنصب جائز " وإِنْ تخالطوهم فإِخوانَكم " أي فإِخوانَكم

تخالطون ، ولا أعلم أحداً قرأ بها ، فلا تقرأَنَّ بها إِلا أن تثبت رواية صحيحة.

وقوله عزَّ وجلَّ : (ولَوْشَاءَ اللّه لأعنَتَكُمْ).

قال أبو عبيدة معناه لأهلككم ، وحقيقته ولو شاءَ اللّه لكلفكم ما يشتد

عليكم فتعنتون ، وأصل العنتْ في اللغة من قولهم : عنِتَ البعير يعنت إذا حدث في رجله كسر بعد جبر لا يمكنه معه تصريفها ، ويقال اكمة غَنوتْ إِذا كان لا يمكن أن يُحازيها إلا بمشقة عنيفة.

وقوله عزَّ وجلَّ : (إِنَّ اللّه عَزِيزٌ حَكِيمٌ)).

أي يفعل بعزته ما يحب لا يدفغه عنه دافع.

(حَكِيمٌ) أي ذو حكمة فيما أمركم به من أمر اليتامى وغيره.

* * *

﴿ ٢٢٠