٢٣٨وقوله عزَّ وجلَّ : (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا للّه قَانِتِينَ (٢٣٨) قالوا : (الصلاة الوسطى) العصر - وهو أكثر الرواية ، وقيل إِنها الغداة وقيل إنها الظهر. واللّه قَدْ أمر بالمحافظة على جميع الصلَوَاتِ إِلا أن هذه الواو إذا جاءَت مخصصَةً فهي دالة على الفضل للذي تُخَصصُه كما قال : عز وجل : (مَنْ كَانَ عَدُوًّا للّه وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ) فذكرا مخصوصين لفضلهما على الملائكة ، وقال يونس النحوي في قوله عزَّ وجلَّ : (فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) إِنما خص النخل والرمان وقد ذكرت الفاكهة لفضلها على سائرها. * * * وقوله عزَّ وجلَّ : (وَقُومُوا للّه قَانِتِينَ). القانِت المُطيع والقَانِت - الذاكر اللّه ، كما قال عزَّ وجلَّ : (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا) وقيل القانت العابد - وقالوا في قوله عزَّ وجلَّ : (وكانت من القانتين) أي العابدين. والمشهور في اللغة والاستعمال أن القنوت : الدعَاءُ في القيام ، وحقيقة القانت أنه القائم بأمر اللّه ، فالداعي إِذا كان قائماً خص بأن يقال له قانت ، لأنه ذاكر اللّه عزَّ وجلَّ وهو قائم على رجليه . فحقيقة القنوت العبادَة والدعاءُ للّه في حال القيام. ويجوز أن يقع في سائر الطاعة ، لأنه إِنْ لم يكن قياماً بالرجْلين فهو قيام بالشيء بالنية. * * * |
﴿ ٢٣٨ ﴾