٢٥٤وقوله عزَّ وجلَّ : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٢٥٤) أي أنفقوا في الجهاد وليُعِنْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً عليه. * * * وقوله عزَّ وجلَّ : (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ). يعني يوم القيامة " والخُلَّةُ " الصداقة ، ويجوز (لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ) ، (لَا بَيْعَ فِيهِ وَلَا خُلَّةَ وَلَا شَفَاعَةَ)، على الرفع بتنوين والنصب (بغير تنوين) ، ويجوز (لا بيعَ فيه ولا خلة ولا شفاعةَ) بنصب الأول بغير تنوين وعطف الثاني على موضع الأول ، لأن موضعه نصب ، إِلا أن التنوين حذف لعلة قد ذكرناها ، ويكون دخول " لا " مع حروف العطف مؤَكداً ، لأنك إِذا عطفت على موضع ما بعد " لا " عطفته بتنوين. تقول : لا رجلَ وغلاماً لك. قال الشاعر : فلا أبَ وابناً مثل مروان وابنِه . . . إذا هُو بالمجد ارتدى تأَزَّرَا. ومعنى : (والكَافِرُون هُمُ الظَّالِمُونَ). أي هم الذين وضعوا الأمر غير موضعه وهذا أصل الظلم في اللغة. * * * |
﴿ ٢٥٤ ﴾