٢٥٦وقوله عزَّ وجلَّ : (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللّه فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللّه سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢٥٦) (إِكْرَاهَ) نصب بغيرتنوين ، ويجوز الرفع " لَا إكْرَاهٌ " ولا يُقرا به إِلَا أن تَثْبت رواية صحيحةٌ وقالوا في (لَا إكْرَاهَ فِي الدِّينِ) ثلاثة أقوال : قال بعضهم إن هذه نسخها أمر الحرب في قوله جلَّ وعزَّ : (واقْتلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ) وقيل إِن هذه الآية نزلت بسبب أهل الكتاب في أنَّ لا يكرهوا بعد أن يؤدوا الجزية ، فأما مشركو العرب فلا يقبل منهُم جزية وليس في أمرهم إِلا القَتْلُ الإسلام. وقيل معنى (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) أي لا تقولوا فيه لمن دخل بعد حرْبِ أنهُ دخَل مكرهاً ، لأنه إِذا رضي بعد الحرب وصح إِسلامه فليس بمكره . ومعنى : (فَمَنْ يَكْفُرْ بالطَّاغُوتِ). قيل الطاغوت مَرَدَةَ أهل الكتاب ، وقيل إِن الطاغوت الشيطان ، وجملته أن من يكفر به ، وصدق باللّه وما أمر به فقد استمسك بالعروة الوثقى ، أي فقد عقد لنفسه عقداً وثيقاً لا تحله حجة. * * * وقوله عزَّ وجلَّ : (لا انْفِصَام لَهَا) : لا انقطاع لها. يقال فصمت الشيءَ أفْصُمُه فصماً أي قطعته. ومعنى : (وَاللّه سَمِيعٌ عَلِيمٌ). أي يسمع ما يعقد على نفسه الإنسان من أمر الإِيمان ، ويعلم نيته في ذلك. * * * |
﴿ ٢٥٦ ﴾