٣١وقوله جلَّ وعزَّ : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّه فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّه وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّه غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣١) القراءَة بضم التاء ، ويجوز في اللغة : (تَحُبُّون). ولكن الأكثر (تُحِبُّونَ) لأن حببت قليلة في اللغة وزعم الكسائي أنها لغة قد ماتت فيما يحسب. ومعنى : (تُحِبُّونَ اللّه) أي تقصدون طاعته وترضون بشرائعه والمحبة على ضروب ، فالمحبة من جهة الملاذ في المطعم والمشرب والنساءِ. والمحبة من اللّه لخلقه عفوه عنهم وإِنعامه عليهم برحمته ومغفرته وحسن الثناءِ عليهم ، ومحبة الإنسان للّه ولرسوله طاعته لهما ورضاه بما أمر اللّه به ، وأتى به رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم -. وقوله جلَّ وعزَّ : (يَغْفِر لَكمْ ذُنُوْبَكُمْ). القراءَة بإظهار الراءِ مع اللام ، وزعم بعض النحويين : أن الراءَ تدغم مع اللام فيجوز . . ويغفر لكم . . وهذا خطأ فاحش ولا أعلم أحداً قرأ به غير أبي عمرو بن العلاء ، وأحسب الذين رووا عن أبي عمرو إدغام الراء في اللاَم غالطين. وهو خطأ في العربية لأن اللام تدغم في الراءِ ، والنون تدغم في الراء نحو : (قولك) هل رأيت ، ومن رأيت . ولا تدغم الراءُ في اللام إذا قلت : مر لي بشيءِ . لأن الراءَ حرف مكرر فلو أدغمت في اللام ذهب التكرير. وهذا إجماع النحويين الموثوق بعلمهم. * * * |
﴿ ٣١ ﴾