٨٣

وقوله عزَّ وجلَّ : (أَفَغَيْرَ دِينِ اللّه يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (٨٣)

أي أفغير دين اللّه يطلبون ، لأنه قد بين أنه دين اللّه وأنهم كفروا وعاندوا وحسدوا بغياً - كما فعل إِبليس.

وقوله عزَّ وجلَّ : (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا).

جاءَ في التفسير أنه أسلم من في السَّمَاوَات كلهم طوعاً ، وأسلم بعض من في

الأرض طوعاً وبعض كرهاً.

لما كانت السنة فيمن فُرِض قتاله من المشركين أن

يقاتَلَ حتى يسلم سمي ذلك كرهاً ، وإن كان يسلم حين يسلم طائعاً ، إلا أن

الوصلة كانت إلى ذلك بِكُرهٍ ، ونصب (طوعاً) مصدراً ، وضع موضع الحال.

كأنه أسلموا طائعين ومكرَهين ، كما تقول جءتك ركضاً ومشياً ، وجئت راكضاً وماشياً ، ويجوز أن يكون واللّه أعلم - على معنى وله أسلم من في السَّمَاوَات والأرض طوعاً وكرهاً - أي خضعوا من جهة ما فطرهم عليه ودبرهم به ،

لا يمتنع ممتنع من جِبِلَّةٍ جبل عليها ، ولا يقدرعلى تغييرها أحب تلك الجِبِلَّةَ

كرهها.

(وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ). يدل على تصديق هذا القول.

لأن  إنَّه بدأكم على إرادته شئتم  أبيتم.

وهو يبعثكم كما بدأكم.

فالتأويل : أتبغون غير الدين الذي هذه صفته.

ثم أمر اللّه - عز وجل - النبي - صلى اللّه عليه وسلم - وأمته أن يقولوا آمناً باللّه وما أنزل علينا ، وأن يقولوا ويعتقدوا إنهم لا يفرقون بين جميع الرسل في الإيمان بهم . لا يكفرون ببعضهم كما فعلت إليهود والنصارى ، وأعلم اللّه أنه لا يقبل ديناً غير دين الإسلام ولا عملاً إلا من أهله.

﴿ ٨٣