١١٠وقوله جل وعلا : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّه وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (١١٠) يعني به أمة محمد - صلى اللّه عليه وسلم - وقيل في معنى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ) كنتم عند اللّه في اللوح المحفوظ - وقيل كنتم منذ آمنتم خير أمة وقال بعضهم معنى (كنتم خير أمة) هذا الخطاب أصله إنَّه خوطب به أصحاب النبي - صلى اللّه عليه وسلم - وهو يعم سائر أمَّة محمد ، والشريطة في الخيرية ما هو في الكلام وهو قوله عزَّ وجلَّ : (تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّه). أي توحدون اللّه بالإيمان برسوله لأن من كفر بالنبي - صلى اللّه عليه وسلم - لم يوحد اللّه ، وذلك أنه يزعم أن الآيات المعجزات التي أتى بها النبي - صلى اللّه عليه وسلم - من ذات نفسه. فجعل غير اللّه يفعل فعل اللّه. وآيات الأنبياءِ ، لا يقدر عليها إلا اللّه عزَّ وجلَّ. ويدل على أن (وتؤْمنون باللّه) : تقرون أن محمداً - صلى اللّه عليه وسلم - نبي اللّه. قوله عزَّ وجلَّ : (وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ). فأهل الكتاب كفروا بالنبي - صلى اللّه عليه وسلم - فصاروا كفاراً باللّه فأعلم اللّه أن بعضهم وهو القليل منهم آمن باللّه فقال : (مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ). والفاسق الذي خرج عن أمر اللّه . |
﴿ ١١٠ ﴾