١٤٤

وقوله عزَّ وجلَّ : وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ  قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّه شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّه الشَّاكِرِينَ (١٤٤)

أي قد مضت من قبله الرسل ،  إنَّه يمُوت كما ماتَت الرسُل قبله.

(أَفَإِنْ مَاتَ  قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ).

أي ارتَددْتم عن دينكم - وروي أن بعض من كان في يوم أحُد ارتدَّ ،

وبعضهم مضى مسافة ثلاثة أيام ، فأعلم اللّه جلَّ وعزَّ أن الرسُلَ ليْست باقية

في أممها أبداً وأنَّه يجب التمسك بما أتَتْ به ، وإن فُقِدَ الرسُولُ بموت

قتل.

وألفْ الاستفهام دخلت على حرف الشرط ومعناها - الدخول على

الجزاءِ ،  أتنْقلبون على أعقابكم إن مات محمد  قُتل ، لأن الشرط

والجزاءَ معلق أحدهما بالآخر فدخلت ألف الاستفهام على الشرط وأنبأت عن

معنى الدخول على الجزاءِ ، كما أنك إذا قلت هل زيد قائم فإنما تسْتفهم عن

قياعه لا من هو ، وكذلك قولك ما زيد قائماً إنما نفيت القيام ولم تنف زيداً لكنك أدخلْت " ما " على زيد لتعلُم من الذي نُفى عنه القيامُ.

وكذلك قوله عزَّ وجلَّ (أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ).

* * *

﴿ ١٤٤