١٨٦وقوله عزَّ وجلَّ : (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (١٨٦) معناه : لتُخْتَبَرُن أي تقع عليكم المحن ، فيعلم المؤمن من غيره ، وهذه النون دخلت مؤَكدة مع لام القسم وضُمَّت الواوُ لسكونها وسكون النون . ويقال للواحد من المذكرين : لتبلَينَ يا رجل ، وللاثنين لتبليَان يا رجلان ، ولجماعة الرجال : لتبْلَوُنَّ. وتُفتَح الياءُ من لَتَبْلَينَ في قول سيبويه لسكونها وسكون النون. وفي قول غيره تبنى على الفتح لضم النون إليها كما يبنى ما قبل هاءِ التأنيث ، ويقال للمرأة تُبْلَين يا امرأة ، وللمرأتين لتبليَان يا امرأتان ولجماعة النساءِ لتُبْلَيْنَانِّ يا نِسْوة ، زيدت الألف لاجتماع النونات. * * * وقوله عزَّ وجلَّ : (وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا). روي أن أبا بكر الصديق - رضي اللّه عنه - سمع رجلا من إليهود يقول : " إن اللّه فقير ونحنُ أغنياءُ " فلطمه أبو بكر - رضي اللّه عنه - فشكا إليهودي ذلك إلى النبي - صلى اللّه عليه وسلم - فسأله النبي : " ما أراد بلطمك ؟ فقال أبو بكر سمعت منه كلمة ما ملكت نفسي معها أن لطمتُه. فأنزل اللّه عزَّ وجلَّ : (وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا). وأذى مقصور يكتب بالياء يقال قد أَذِيَ فلان يأذى أذى. إذا سمع ما يسوءُه . . * * * |
﴿ ١٨٦ ﴾