٥

و (وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّه لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (٥)

قال بعضهم : السفهاء النساء والصبْيان ، وقال بعضهم : السفهاء

اليتامى ، والسفهاء يدل على أنَّه لا يعني به النساء وحدهن ، لأن النساءَ أكثر ما يستعمل فيهن جمع سفيهة وهو سفائه ، ويجوز سفهاء ، كما يقال فقيرةٌ

وفقراء.

وقال بعضهُمْ : معناه لا تهبوا للسفهاء أموالكم ، وهذا عندي - واللّه

أعلم - غير جائز . كذلك قالَ أصْحابنا البصْريونَ بل السفيه أحَق بالهبة لتعذُّر الكسب عليه ، ولو مُنِعْنَا منَ الهبَة لهم لما جاز أنْ نوَرِّثهمْ ، وإِنما معْنَى : (وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ) ، لا تؤتوا السفهاءَ أمْوالهم ، والدليل على ذلك  (وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ)

و (فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ).

وإِنما قيل أموالكم لأن معناه الشيءَ الذي به قوام أمركم ، كما قال

اللّه : (ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ)

ولم يكن الرجل منهم يقتل نفسه ،

ولكن كان بعضهم يقتل بعْضاً ، أي تقتلون الجنس الذي هو جنسُكُمْ.

وقرئت " اللاتي جعل اللّه لكمْ قياماً "، وقيماً . يقال : هذا قوام الأمْر

وملاكه.

 : التي جعلها اللّه تقيمكم فتقومون بها قياماً ، فهو راجع إلى

هذا ، والمعنى جعلها اللّه قيمة الأشياءِ فبها يقوم أمْركم.

(وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا)

أي : علموهم - مع إطعامكم إياهم ، وكسوتكم إيَّاهم - أمْر دينهمْ . . .

* * *

﴿ ٥