٢٢

وقوله - جلَّ وعزَّ - (وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا (٢٢)

 : لا تنكحُوا كما كان مَن قبلكم يَنكحُ ما نَكَح أبوه ، فهذا معنى

(إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ).

(إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً).

 إِلا ما قد سلف فإِنه كان فاحشةً ، أي زناً (وَمَقْتًا).

والمقت أشد البُغْض.

(وَسَاءَ سَبِيلًا).

أي وبئسَ طريقاً. أي ذلك الطريق بئس طريقاً.

فالمعنى أنهم أعلموا أن ذلك في الجاهلية كان يقال له مقت ، وكان

المولود عليه يقال له المَقْتِي . فأعْلِمُوا أن هذا الذي حرم عليهم لم يزل منكراً

في قلوبهم ممقوتاً عندهم.

وقال أبو العباس محمد بن يزيد : جائز أن تكون " كان " زائدة ، فالمعنى

على هذا : إِنه فاحِشَة ومقت ، وأنشد في ذلك قول الشاعر :

فكيف إِذا حللتُ بدار قومٍ . . . وجيرانٍ لنا كانوا كرامِ

قال أبو إسحاق : هذا غلط من أبي العباس ، لأنَّ " كان " لو كانت زائدة

لم تنصب خبرها . والدليل على هذا البيتُ الذي أنشده :

وجيران لنا كانوا كرام

ولم يقل : كانوا كراماً.

* * *

﴿ ٢٢