٤٩

و (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللّه يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (٤٩)

(أَلَمْ تَرَ) : ألم تخبر في قول بعضهم.

وقال أهل اللغة ألم تعلم وتأويله سؤال فيه معنى الِإعلام.

تأويله أعلم قصَتهُم ، وعلى مجرى اللغة ألم ينته

علمك إِلى هؤلاءِ ، ومعنى يزكون انفُسَهم أي تزعمون أنهم أزكياء.

وتأويل قولنا : زكاءُ الشَيْءِ : في اللغة نماؤُه في الصلاح.

وهذا أيضاً يعني به إليهًودُ . وكانوا جاؤوا إِلى النبي - صلى اللّه عليه وسلم - بأطفَالِهمْ فقالوا : يا محمد أعلى هؤلاءِ ذنوبٌ ؟

فقال النبي - صلى اللّه عليه وسلم - لا ، فقالوا كذا نحن ، ما نعمل بالليْلِ يغْفَر بالليْلِ ، وما نعمل بالنهار يُغْفَر بالنهار.

قال اللّه - عزَّ وجلَّ - : (بَلِ اللّه يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ).

أي يجعل من يشاء زاكياً.

(وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا).

تأويله ولا يظلمون مِقْدارَ فَتِيلٍ.

قال بعضهم : الفتيل ما تَفْتُلُه بين إِصْبَعَيْكَ من الوسخ ،.

قال بَعضهم : الفتيل ما كان في باطن النَّواةِ من لِحائِها.

وقالوا في التفسير : ماكان في ظهرها وهو الذي تَنْبتُ منه النخلة.

والقِطْمِير جملة ما التفَّ عليها من لحائها.

* * *

﴿ ٤٩