٧١

و (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ  انْفِرُوا جَمِيعًا (٧١)

أمر اللّه أن لا يلْقِيَ المؤمنون بأيديهم إِلى التهلكة وأن يحذروا عدوهم

وأن يجاهدوا في اللّه حق الجهاد ، ليبلو اللّه الأخيارَ وضمِنَ لهم مع ذلك

النَصْرَ ، لأنه لو تولى اللّه تعالى قتل أَعدائه بغير سبب للآدميين لم يكونوا

مثَابينَ ، ولكنه أمر أن يُؤخَذَ الحذَرُ.

وقال : (فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ  انْفِرُوا جَمِيعًا)

والثُباتُ الجماعات المتفرقة ، واحدها ثُبَة.

قال زهير ابن أبي سلمى :

وقد أَغْدُو على ثُبَةٍ كِرامٍ . . . نَشاوى واجِدين لِما نشاءُ

قال سيبويه ثُبة تجمعُ ثُبُون وثُبينَ ، في الرفع والنصب والجر وإِنما

جُمِعتْ بالواوِ والنون - وكذلك عِزَة وعِضَة -

كقوله عزَّ وجلَّ (الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ) - لأنَّ الواو والنون جُعَلتَا عوضاً من حذف آخر الكلمة.

وَثُبة التي هي الجماعة محذُوف آخرها ؛ تُصَغَّرُ ثُبيَّة ، وَثُبة الحوض وسطُه حيث

يثوب الماءُ إِليه تُصَغَّر ثُوبَيْةَ ، لأن هذا محذوفة منه عين الفِعْل ، وإِنما اشتقت

ثبة الجماعة من ثَبيْتُ عَلى الرجُلِ إِذا أثْنَيت عليه في حياته ، وتأويله أنك

جمعت ذكر محاسنه ، فأما الثبَةُ الجماعة من فرقة . فتأويله انفروا جَماعات

مُتَفَرقة  انفروا بعضكم إلى بَعْض.

* * *

﴿ ٧١