٧٩

و (مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّه وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللّه شَهِيدًا (٧٩)

فذا خطاب للنبي - صلى اللّه عليه وسلم - يرادُ به الخلق.

ومخاطبة النبي - صلى اللّه عليه وسلم - قد تكون للناسِ جميعاً لأنه عليه السلام لِسانهم ، والدليل على ذلك

(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ).

فنادى النبي - صلى اللّه عليه وسلم - وحده وصار الخطاب شامِلًا له ولسائر أمَّتِه ، فمعنى

(مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّه) ، أي ما أصبتم من غنيمة  أتاكم من خِصْبٍ فمن تفضلِ اللّه.

(وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ) أي من جَدْبِ  غَلَبةٍ في حرب فمِنْ نَفْسِك ، أي أصابَكم ذلك بما كَسَبتُمْ كما قال اللّه جلَّ وعز (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (٣٠).

ومعنى (وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا).

معنى الرسول ههنا مَؤكدٌ ل (وأرسَلنَاكَ) لأن (وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ) تدل

على أنه رَسولٌ.

(وَكَفَى بِاللّه شَهِيدًا).

أَي اللّه قد شهد أَنه صَادق ، وأنه رسوله ، و (شَهِيدًا) منصوب على

التمييز ، لأنَكَ إِذا قلت كفى اللّه ولم تبين في أي شيء الكفاية كنت مُبْهِماً.

والفاء دخلت في قوله جل وعز : (مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّه) لأن

الكلام في تقدير الجزاء ، وهو بمنزلة قولك : إِنْ تصبْكَ حَسَنة فمن اللّه.

* * *

﴿ ٧٩