٩٤

و (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّه فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللّه مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللّه عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللّه كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (٩٤)

و(فَتَثَبَّتُوا) بالثاء والتاء.

ومعنى ضربتم سِرْتم في الأرض وغزوتُم.

و (وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا).

قرئت السلام بالألف ، وقرئت السَّلمَ . فأما السلام فيجوز أن يكون من

التسليم ، ويجوز أن يكون بمعنى السِّلِمْ ، وهو الاستسلام ، وإلقاء المقادة إِلى

إِرادَةِ المسلمين.

ويروى في التفسير أن سبب هذا أن رجلًا انحاز وأظهر الإسلام فقتله

رجل من المسلمين وأخذ سَلبَه.

فأعلمَ اللّه عزَّ وجلَّ أن حق من ألقى السلمَ أن يُتَبين أمرُه.

ومن قرأ (فتثبتوا) فحقه أن يُتَثَبَّتَ في أمره ، وأعلم اللّه - جلَّ وعزَّ - أن

كل من أسلم مِمن كان كافِراً فبمنزلة الذي تعوذ بالإِسلام ، فقال عزَّ وجلَّ : (كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللّه عَلَيْكُمْ).

ْأي مَنَّ عليكم بالإِسلام ، وبأنْ قبل ذلك منكم على ما أظهرْتُمْ ثم كرر

الأمر بالتبيين فقال عزَّ وجلَّ : (فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللّه كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا).

* * *

﴿ ٩٤