٩٦

وقوله جلَّ وعزَّ : (دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّه غَفُورًا رَحِيمًا (٩٦)

" درجات " في موضع نصب بدلًا من قوله . . أَجْرًا عَظِيمًا)

وهو مُفسِّرٌ للآخر.

 فَضَّل اللّه المجاهدين درجاتٍ ومغفرةً ورحمةً.

وجائز أن يكون

منصوباً على التوكيد لـ (أجراً عظيماً) لأن الأجر العظيم هو رفع الدرجات من اللّه جلَّ وعزَّ والمغفرة والرحمة ، كما تقول لك على ألف درهم ، لأن قولك على ألف درهم هو اعتراف فكأنك قلت أعرفْها عُرفاً ، وكأنه قيل : غفر اللّه لهُمْ مغفرة ، وأجَرهم أجراً عظيماً ، لأن قوله (أجراً عظيماً) فيه معنى غَفَر ورَحِمَ وفَضَّل.

ويجوز الرفع في قوله (دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً) ، ولو قيل :

" دَرَجَاتٌ منه ومغفرةٌ ورحمةٌ "

كان جائز جائزاً على إِضمار تلك درجات منه ومغفرة كما قال جل ثناؤُه : (لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ) أي ذلك بلاغ.

* * *

﴿ ٩٦