١١١

وقوله عزَّ وجلَّ : (وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللّه وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (١١١)

هذا جواب قول المؤمنين : لعلهم يؤمنون.

فأعلم اللّه عزَّ وجلَّ أنهم لا يؤمنون ، وهذا كإِعْلام نوح : (أنهُ لَنْ يُؤمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إلا مَنْ قَدْ آمَنَ).

ومعنى (قُبُلًا) جمع قبيل ، ومعناه الكفيل.

ويكون  : وحَشَرْنَا عَليْهِم كل شيء قبيلاً قبيلاً.

ويجوز أن يكون قُبُلٌ جمعَ قبيل . ومعناه الكفيل.

ويكون  : لو حشرنا عليهم كل شيءٍ ونجعل لهم بصحة ما نقول ما كانوا

ليؤمنوا ، ويجوز أن يكون " قُبُلاً " في معنى ما يقابِلهم ، أي لَوْ حَشَرْنَا عليهم كل شيء فقابَلهمْ.

ويجوز وحشرنا عليهم كل شيء قِبَلًا أيْ عِيَاناً ، ويجوز قُبْلاً على تخفيف

قُبُل وكل ما كان على هذا المثال فتخفيفه جائز ، نحو الصُّحف والصحْف

والكُتب والكتْبُ ، والرسُل والرسْل .

ومعنى (إلا أنْ يَشَاءَ اللّه) أي إلا أنْ يَهْدِيَهُمْ اللّه.

وجائز أن يكون نُنَزِّلُ عليهم آية تضطرهم إلى الإيمَانِ.

* * *

﴿ ١١١