٨

وقوله عزَّ وجلَّ : (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٨)

اختلف الناس في ذكر الميزان في القيامة ، وجاءَ في بعض التفسير أنه

ميزان له كِفَّتَان ، وأن الميزانَ أنْزلَ إِلى الدنيا ليتعامل الناس بالعدل وتوزن به

الأعمال ، وقال بعضهم : الميزانُ العدلُ ، وذهب إِلى قولك هذا في وزن

هذا ، وإن لم يكن مما يوزنُ ، وتأويله أنه قد قام في النفس مساوياً لغيره كما

يقوم الوزن في مِرآةِ العَيْنِ.

وقال بعضهم : الميزانُ الكتابُ الذي فيه أعمال

الخلق ، وهذا كله في باب اللغة - والاحتجاج سائغ ، إِلا أن الأوْلَى مِنْ هذا أن يُتبَعَ مَا جَاءَ بالأسانيد الصحاح . فإن جاءَ في الخبر أنه ميزان له كِفَّتَان ، من حيث يَنقُلُ أهلُ الثقة ، فينبغي أن يُقْبَلَ ذَلِكَ.

وقد روي عن جرير عن الضحاك أن الميزانَ الْعدْلُ ، واللّه أعلم بحقيقة ذلك ، إلا أن جملة أعمال الْعِبَادِ مَوْزُونَةٌ على غاية العَدْل والحَق.

وهو  (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) .

وقد فسرنا المفلح فيما تقدم.

﴿ ٨