١٨

و (قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (١٨)

- ْ معنى مَذْءُوم كمعنى مَذْمُوم ، يُقَالُ : ذَأمْتُه أذْأمُه ذَأماً ، إذَا رَعَبْتَه

وَذَمَمْتَه.

ومعنى (مَدْحُورًا) مُبْعَداً من رحمة اللّه .

و (لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ).

هذه اللام لام القسمِ تدخلُ توطئة للأمر.

(لأملأنَّ).

والكلام بمعنى الشرط والجزاء ، كأنه قيل : من تبعك أعَذبُه ، فدخلت

اللام للمبالغة والتوكيد ، ولام لأملأنَّ لام القسمِ ولام " من تبعك " توطئة

لها ةيجوز في الكلام : واللّه من جاءَكَ لأضْربنه ، ولا يجوز ُ : واللّه لَمَنْ

جَاءَكَ أضربه ، وأنت تريدُ لأضربنه ، ولكن يجوز : واللّه لمنْ جاءَك أضْربْهُ

تريد لأضْربَنَّه.

وقال بعضهم في  (ثُمَّ لآتِيَنهُمْ مِنْ بَيْنِ أيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهمْ)

أي لأغْوَينهُمْ فيما أمِرُوا به.

و (وَعَن شَمَائِلِهمْ) أي : لأغوَينهم فيما نُهُوا عَنْه والذي أظنه - واللّه

أعلم - على هذا المذهب : أني أغويهم حتى يُكَذِّبُوا بأمور الأمم السالِفةِ

- بالبَعْث ، كما ذكر في هذا.

ومعنى : (وَعَنْ أيْمَانِهمْ وَعَنْ شمَائِلِهمْ).

أي لأضلنهمُ فيما يَعْقلونَ ، لأن الكسب يقال فيه : ذَلكَ بمَا كسبتْ يَدَاك ، وإن كانت اليدان لم تجنيا شيئاً ، إلا أنه يقال لكل ما عمله عامل كسَبَتْ يَدَاكَ ، لأن اليَدَيْن الأصلُ في التصرف فجعلتا مثلًا لجميع مَا عُمِلَ بغيرهِمَا.

قال اللّه عزَّ وجلَّ (ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ) ، وقال : ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ).

وقال : (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ)

ثم فَسَّر فقال : (مَا أغْنَى عَنْهُ مَالُهَ ومَا كَسَبَ).

* * *

﴿ ١٨