٨٥و (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللّه مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٨٥) مَدْيَنُ لا ينصرف لأنه اسم للقبيلة البلدة ، وجائز أن يكون أعجمياً. و (قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ). قال بعض النحويين ؛ لم يكن لشعيب آية إِلا النبوة ، وهذا غلط فاحش. قال قد جاءَتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل فجاءَ بالفاءَ جواباً للجزاء ، فكيف يقول : قد جاءَتكم بينة من ربكم ولم يكن له آية إِلا النبوة ، فإن كان مع النبوة آية فقد جاءَهم بها. وقد أخطأ القائل ب لم تكن له آية ، ولو ادَّعَى مُدَّعٍ النبوة بغير آية لم تُقْبَلْ منه ، ولكن الِقول في شعيب أن آيته كما قال بينَة . إِلا أن اللّه جل ثناؤه ذكر بعض آيات الأنبياءِ في القرآن وبعضهم لم يذكرآيته ، فمن لم تذكر آيته لا يقال : لا آية له. وآيات محمد النبي - صلى اللّه عليه وسلم - لم تذكر كلها في القرآن ولا أكثرها. و (وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ) البَخْسُ النقْص والقِلَّة ، يقال بخست أبخس بالسين ، وبخصت عيْنَه بالصاد لا غير مثل فقأت عينيه. (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا). أي لا تعملوا فيها بالمعاصي وَبخِس الناس بعد أنْ أصلحها اللّه بالأمر بالعدل وإرسال الرسل. * * * |
﴿ ٨٥ ﴾