٤

وقوله عزَّ وجلَّ : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّه مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٤)

أي بلغة قومه ليَعْقِلَ عنه قومُه ، (فَيُضِل اللّه مَنْ يَشَاءُ) ، الرفع هو الوَجْهُ

وهو الكلام وعليه القراءة ، والمعنى إنما وقع الإرسال للبيان لا للِإضلال.

ويجوز النصبُ على وجه بعيدٍ ، فيكون (لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّه مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي) ، ويكون سبب الإِضلال الصيرورة إليه كما قال : (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا) ، أي التقطوه فآل ذلك إِلى أن صار لهم عدواً وحزناَ ، ولم يلتقطوه هم ليكون لهم عدواً وحَزَناً ، وكذلك يكون : (فَيُضِلُّ اللّه مَنْ يَشَاءُ) ، أي فيؤول الأمر إلى أَنْ يَضِلُوا فيضلهم اللّه.

والقول الأول هو القول وعليه القراءة.

* * *

﴿ ٤